تريدون خفض العنصرية؟ عليكم إلغاء الفصل في التعليم
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • كما حدث بعد نشوب العنف في المرات السابقة بين اليهود والعرب - في تشرين الأول/ أكتوبر 2000، وصيف 2014، وأيار/مايو 2021 - يسأل العاملون في التعليم: ماذا نفعل لخفض ألسنة اللهب؟ المفاجأة من الوضع في كل مرة محبطة بعض الشيء مجدداً. وكذلك الردود التي تُدرس: المزيد من تعليم اللغة العربية، والتعاون بين المدارس، واللقاءات بين التلامذة. هذه الخطوات حتى لو تحققت لا تستطيع مواجهة الجهل والكراهية المتبادَلين بين الجماعتين.
  • هناك خطوة واحدة لم تُبحث، لا في منظمات المجتمع المدني ولا بالتأكيد في وزارة التعليم، ألا وهي إلغاء الفصل بين اليهود والعرب في جهاز التعليم. المدارس التي كانت حتى سنة 1948 تحت إدارة مجموعة قومية انتقلت إلى مسؤولية الدولة التي تؤيد الفصل منذ ذلك الوقت وتبرره بمجموعة ذرائع. عدم الإلفة، والشعور بالاغتراب والمخاوف، تساهم في بلورة وعي عنصري.
  • ثمن إضافي للتعليم المنفصل هو التمييز المنهجي الذي يلحق بالمجتمع العربي في الميزانيات والبنى التحتية. فبحسب أرقام وزارة التعليم نفسها، التوظيف في سنة 2019 في تلميذ يهودي ثانوي من الطبقات الاجتماعية الدنيا كان أعلى بنسبة 70% من تلميذ عربي في الصف نفسه. تحت رعاية الفصل في التعليم يُحكَم على التلامذة العرب العيش على الهامش.
  • تأييد بتسلئيل سموتريتش الفصل بين النساء اليهوديات والعربيات في غرف الولادة أثار يومها الاشمئزاز. لكن الفصل بعد ثلاثة أعوام، بدءاً من حضانة الأطفال وما بعدها، يبدو طبيعياً ومطلوباً. أتباع التفوق اليهودي لا يستطيعون الاختيار بين طبيب يهودي وعربي. أيضاً محاولة رؤساء المدن المختلطة زيادة استخدام العرب للحدائق العامة لم تنجح.
  • يجب رفض الرغبة في التعليم المنفصل. وهذا لن يكون سهلاً. في خمسينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة الجيش هو الذي قام بحماية ذلك [عدم الفصل بين التلامذة البيض والسود]. العدالة التاريخية تفرض تحميل حرس الحدود هذه المسؤولية في إسرائيل.
  • تحديد مناطق التسجيل في المدارس ليس موضوعاً بيروقراطياً – حيادياً. بل يستند إلى توجيهات لا تحظى بنقاش عام، وتستنسخ الفصل وفقاً للانتماء القومي وعلى خلفية اقتصادية - اجتماعية. التعليم المشترك يجب أن يكون في بلدات مختلطة قريبة، مثل رأس العين وكفر قاسم وسخنين، ويجب أن يشمل أيضاً الطيبة وقلنسوة وكفرسابا ورعنانا.
  • القرار بشأن التعليم المشترك هو حق أساسي وهو يتطلب تنظيماً في عدد كبير من الموضوعات: البرامج التعليمية واللغة وسلوك المدارس وتحديد جدول العطلات.
  • قبل عدة أيام كتبت أن القدرة على إصلاح جهاز التعليم القائم على الفصل بين اليهود والعرب محدودة ("هآرتس"، 21/5) لقد كنت على خطأ: هي ليست موجودة. النشاطات التي تتضاءل في أيام وزراء التعليم من اليمين تتأرجح بين مساحة آمنة من خداع الذات. توصيات مراقب الدولة، التي تشجع على التعليم المشترك، لا أهمية لها مع الإبقاء على الفصل في التعليم. وحده التعليم المشترك يؤدي إلى تحديث برامج التعليم في التاريخ، وينقل صورة واقعية جزئية إلى أجيال التلامذة.
  • التغيرات المنهجية لا تحدث من تلقاء ذاتها، وبالتأكيد لا تحدث عندما تمنع البنى التحتية حياة مشتركة. كراهية الآخر تنمو على قاعدة الفصل والتمييز، وتؤدي إلى عنف مثل الذي شهدناه في الأيام الأخيرة.