تقرير: في اليوم التاسع للقتال المعركة دخلت مرحلة تخبُّط واستمرار القتال ينطوي على مخاطر ارتكاب أخطاء
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

[كتب المحلل العسكري للصحيفة عاموس هرئيل]: في بداية اليوم التاسع، دخلت المعركة بين إسرائيل و"حماس" في مرحلة تخبُّط. رسمياً يقدمون لنا الصورة التالية: الجيش سيواصل هجومه بقدر الحاجة ولديه قائمة طويلة من الأهداف التي ينوي قصفها في قطاع غزة، "حماس" تتوسل للحصول على وقف لإطلاق النار، وإسرائيل ترفض البحث في ذلك لأن لديها ما تفعله في غزة.

في الواقع الظروف مختلفة تماماً. هناك دائماً أهداف إضافية لمهاجمتها، لكن في الجيش يرون أنهم وصلوا إلى مرحلة انخفاض في الحصيلة، وأن الإنجاز التكتيكي المتراكم لا يفيد بالضرورة في تغيير نتائج المعركة. وإسرائيل ستكون سعيدة بإنهاء القتال لأن العمليات العملانية حققت معظم ما طُلب منها إنجازه، وهي غير معنية بالدخول براً إلى أراضي القطاع. المجهول الأساسي هو "حماس" لأنه ليس من الواضح بتاتاً ما إذا كان زعماؤها بلوروا موقفاً موحداً من مسألة وقف إطلاق النار.

لقد حقق الجيش بضعة نجاحات ضد "حماس". التحول الأبرز هو ضرب الثقة بالنفس التي استمدتها الحركة من قادتها، وصولاً إلى نشطائها العاديين، من شبكة الأنفاق تحت الأرض المحفورة تحت المباني والطرقات في غزة. الاستخبارات الدقيقة والقدرة التي طورها سلاح الجو الإسرائيلي في استخدام قنابل ثقيلة تقدر على الوصول إلى ما تحت الأرض، زعزعت إحساس "حماس" بأن الأنفاق مكان آمن.

إنجازات أُخرى سُجّلت في ضرب خلايا مُطلقي الصواريخ، ومواقع إنتاج السلاح، واغتيال مسؤولين كبار في "حماس" والجهاد الإسلامي. وأسبوع من القتال هذه المرة يوازي 7 أسابيع من القتال في عملية الجرف الصامد في سنة 2014.

لكن هذا كله لا يغير الصورة الأساسية. إسرائيل ذهبت (أو انجرت وراء "حماس") إلى معركة هدفها الردع وليس الحسم. والأمل بأن المزيد من الهجمات المفاجئة والاغتيالات المؤلمة ستحسن بصورة جوهرية ميزان الردع وستطيل الفترة الزمنية التي ستحتاج إليها غزة حتى المعركة المقبلةـ لكن هذا لا يلغي المخاطر التي ينطوي عليها استمرار القتال.

عاجلاً أم آجلاً سيحدث خطأ ما. إمّا أن تسجل "حماس" إنجازاً هجومياً مفاجئاً يزعزع معنويات الجمهور الإسرائيلي، وإمّا يجري خطف جندي إسرائيلي، أو يرتكب الجيش خطأ يؤدي إلى قتل العديد من المواطنين الفلسطينيين ويثير انتقاداً دولياً. حتى الآن عدد المدنيين الذين قُتلوا يرتفع بشدة. في بداية القصف كانت نسبة القتلى بين النشطاء مقارنة بالمدنيين أربعة نشطاء مقابل مدني واحد. الآن، وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية التي تنشر قائمة القتلى من النساء والأطفال، أصبحت النسبة واحد مقابل واحد.

وهذه نتيجة منتظرة لأن القتال مع التنظيمات المسلحة يجري داخل تجمعات سكانية مدنية. ومن المتوقع أن ترتفع نسبة الإصابات بين المدنيين كلما تواصل القتال. وهذه الأرقام تثير عدم الارتياح لدى عدد من الدول الأوروبية، وأيضاً في وسائل الإعلام، وفي الإدارة الأميركية، وفي الكونغرس في الولايات المتحدة.