هل بينت حريص فعلاً على إسرائيل
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- 56 عضو كنيست أوصوا أمس رئيس الدولة رؤوفين ريفلين بنقل تفويض تأليف الحكومة إلى رئيس حزب يوجد مستقبل عضو الكنيست يائير لبيد. وضمن قائمة الذين أوصوا بلبيد كل أعضاء الكنيست من حزب يوجد مستقبل، وحزب أزرق أبيض، وأمل جديد برئاسة جدعون ساعر، وإسرائيل بيتنا، وميرتس، وحزب العمل، وخمسة أعضاء من أصل ستة من أعضاء القائمة المشتركة (من دون حزب بلد).
- وكان حزب راعم بلّغ رئيس الدولة أنه لن يوصي بأي مرشح لرئاسة الحكومة، لكنه شدّد على أنه سيتعاون "بإيجابية" مع أي شخص يُطلب منه تأليف الحكومة، وأوضح الحزب "إذا كانت راعم تستطيع تأمين النصاب لتأليف الحكومة فإنها ستفعل ذلك إذا لُبِّيَت مطالبها في المفاوضات." معنى ذلك أنه مع 4 مقاعد من حزب راعم، يبدو أن لبيد يحظى بتأييد كل من اليمين واليسار واليهود والعرب. وهكذا يتضح أن لبيد على بعد خطوة صغيرة من ائتلاف يتحدث عن التغيير: إنهاء 12 عاماً من حكم بنيامين نتنياهو، وما لا يقل أهمية عن ذلك الوحدة الإسرائيلية.
- صحيح أن الرئيس قرر تفويض لبيد، بيْد أن السؤال الآن هو ماذا سيفعل نفتالي بينت. رئيس يمينا لم يوصِ بلبيد، بل طلب من الرئيس أن يفوضه. هذا طبعاً لم يمنع الليكود من إهانته وتصويره كيساري. ومما جاء في بيان الليكود "لقد رفض بينت الالتزام بتأليف حكومة يمينية وأصرّ على مواصلة المفاوضات لتأليف حكومة يسارية."
- أيام صعبة تنتظر بينت. قبل بضعة أيام أمر ضابط الكنيست بحماية منزله في رعنانا بعد تلقّيه تهديدات بالقتل. ومن المتوقع أيضاً أن يواجه صراعاً داخل حزبه. أمس كتب العضو في الحزب عميحاي شيكلي "تعهدنا ألّا نتوج يائير لبيد رئيساً للحكومة بأي وسيلة من الوسائل وألّا نجلس في حكومة مع ميرتس."
- بحسب كلام بينت أمس، يبدو أنه يحاول حل العقدة السياسية من دون الذهاب حتى النهاية. انطلاقاً من رغبته الصادقة في الحؤول دون حدوث انتخابات خامسة، توجه إلى أعضاء أحزاب اليمين وطلب منهم أن "يكونوا شجعاناً"، وأن ينضموا إلى حكومة وحدة. وبدلاً من "الاستمرار في إجراء المزيد من الانتخابات في ظل اقتصاد منهار" هو يفضل "تأليف حكومة طوارىء موسعة تتسم بالتحدي، لكنها قادرة على إخراجنا من الوحل."
- على افتراض أن أعضاء أحزاب اليمين لن ينضموا إلى حكومة الوحدة المنشودة، فإن هذا سيكون اختباراً كبيراً لبينت: هل هو قوي بما فيه الكفاية للتغلب على الضغط الذي يمارسه عليه نتنياهو وأتباعه؛ هل هو ملتزم بالحرب ضد ثقافة التفرقة والتحريض التي قادها المتهم الجنائي الذي رهن مستقبل الدولة من أجل تأمين مستقبله؟ هل هو قادر على القيام بالخطوة المطلوبة: الانضمام إلى لبيد ووقف تدهور إسرائيل تحت حكم نتنياهو؟