زمن يائير لبيد
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- منتصف الليل ينتهي تفويض رئيس الدولة رؤوفين ريفلين إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تشكيل ائتلاف حكومي. الصحيح حتى الأمس أن كل الجهود التي بذلها نتنياهو خلال 28 يوماً باءت بالفشل، ولم ينجح في تأليف حكومة. حتى هذه اللحظة لم يتراجع حزب جدعون ساعر أمل جديد عن تعهده بالحلول محل نتنياهو؛ كذلك حزب أزرق أبيض برئاسة بني غانتس، الذي يصر على وضع حد لحكم نتنياهو.
- يدرك نتنياهو صعوبة الوضع، لذلك أعلن أمس موافقته على أن يتولى زعيم حزب يمينا نفتالي بينت الرئاسة أولاً في حكومة مناوبة ويصبح رئيساً للحكومة لمدة سنة. لكن كالعادة كلام نتنياهو فارغ من المضمون. فهذا هو الخيار الوحيد الذي تبقى له كي يؤلف حكومة يمينية من الليكود والأحزاب الحريدية وحزبيْ يمينا والصهيونية الدينية بتأييد من حزب راعم.
- طبعاً نتنياهو يحظى بتأييد كل هذه الأحزاب، بما فيها حزب يمينا، بحسب ما أوضح بينت أمس ("لستم بحاجة إلى إقناعي، شكلوا حكومة ونحن سنساعد")، لكن لديه مشكلة: من أجل تأليف حكومة هو بحاجة إلى إقناع رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش بالانضمام إلى حكومة تعتمد على راعم. لكن سموتريتش وفيٌّ لمبادئه القومية - العنصرية، وأوضح علناً أكثر من مرة أنه متمسك برفضه الانضمام إلى حكومة مدعومة من راعم. ما دام هذا هو موقف سموتريتش فإن نتنياهو غير قادر على تأليف حكومة.
- بخلاف نتنياهو، زعيم حزب يوجد مستقبل يائير لبيد يؤمن بأن في إمكانه تأليف حكومة. لبيد صرّح أمس خلال اجتماع كتلته بأنه: "في غضون يومين يمكن أن تولد حكومة جديدة. لن تكون حكومة مثالية، لكنها ستكون حكومة تتحمل المسؤولية وتدير الدولة." يحظى لبيد اليوم بدعم 45 عضو كنيست يؤيدون إقامة حكومة برئاسته. هذا من دون أن نأخذ في الحسبان بينت ورفاقه في حزب يمينا، الذين عليهم أن يثبتوا نضجهم من أجل التغيير والانفصال عن نتنياهو.
- حتى لو لم تنضج حكومة لبيد بعد، وحتى لو كان بحاجة إلى أكثر من يومين لإقامتها، لبيد هو الذي لديه اليوم الفرصة الأكبر في النجاح في المهمة. لذلك لا يوجد أي سبب كي يرشح بينت - الذي يترأس حزباً مؤلفاً من 7 مقاعد فقط، والذي يغازل الطرفين من موقع ابتزاز سياسي - للحصول على تفويض رئيس الدولة.
- بعد 28 يوماً من ثرثرة سياسية وضجيج لا ينتهي ورفض بالاعتراف بالوضع الكئيب، انتهى زمن نتنياهو. ويتعين على الرئيس ريفلين أن ينقل هذه الليلة التفويض إلى لبيد.