صمت إسرائيلي مدوٍّ إزاء أحداث الأردن
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • في الأمس (يوم الاثنين) كان يبدو أن الدراما في الأردن انتهت. الملك عبد الله جنّد سراً الأمير حسن الذي ذهب إلى منزل الأمير حمزة، وقام بتسوية الأمور وحلها. في كل الأحوال القصة التي هزت الشرق الأوسط هذا الأسبوع تعلمنا الكثير.
  • حتى إيران المعادية للمملكة الأردنية سارعت إلى التعبير عن تأييدها للملك عبد الله واستقرار حكمه. أول المؤيدين كان طبعاً أبو مازن، الذي تربطه علاقات جيدة جداً مع المملكة، وبعده مصر، والكويت، والإمارات المتحدة، والعراق، والمملكة السعودية. فقط إسرائيل غابت عن لائحة الدول المؤيدة للملك عبد الله. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أغلق فمه، ولم يقل كلمة مع أو ضد المملكة التي تقع على مسافة 12 دقيقة طيران من مكتبه في القدس.
  • نتنياهو مثل كل المستويات السياسية والعسكرية - الأمنية عندنا الذين يعرفون مصاعب الأردن: نسبة بطالة عالية مقرونة بأحجام مخيفة للموجة الثالثة من الكورونا. وعندما لا يكون هناك لقاحات كافية كان يجب على إسرائيل أن تقلق. وعندما تتوفر فرص عمل يخطفها مئات الآلاف من النازحين السوريين والعراقيين الذين يعيشون الآن في الأردن. هم مستعدون لتقاضي نصف الأجر الذي يطلبه السكان المحليون. الخطوة الأخيرة للملك، خطوة يائسة قادته إلى البحث حالياً عن التعاون مع سورية.
  • الأمير حمزة لم يبق ساكتاً في الأيام الأخيرة. في الأمس نشر فيديو جديداً يصر فيه على الخروج والتحدث إلى الجمهور، مع علمه بأن الدراما التي حدثت داخل العائلة المالكة الأردنية قسمت الشارع إلى ثلاثة أجزاء: الأغلبية التي تؤيد استقرار حكم الملك؛ هؤلاء الذين يوجهون انتقادات تشبه انتقادات الأمير حمزة؛ وأولئك الذين يفضلون إجراء محادثات مغلقة في صالون خاص. الكل يتحدث عن احتمال الطلب من الأمير العنيد الصعود إلى الطائرة، وإبعاده إلى الولايات المتحدة.
  • لماذا لم تعلّق إسرائيل؟ لو كانت العلاقات بين نتنياهو وعبد الله أفضل لكان صدر رد من وراء الكواليس. لكن عدم وجود حوار يجعل الصمت الإسرائيلي مدوياً. ومجدداً يعود السؤال ما هو الأفضل بالنسبة إلينا: توحيد ضفتيْ الأردن تحت نظام فلسطيني، أو أن يتغلب الملك عبد الله على الأزمة ويحظى بتأييد خفي ويشرف على الحدود الطويلة بين الدولتين. وحده بني غانتس رد على الأحداث في الأردن عندما قال إن ما يجري "شأن داخلي".
  • "خط أحمر"، يذكّر وسائل الإعلام الأردنية بقواعد اللعبة: مسموح توجيه النقد إلى أي وزير في الحكومة، وحتى إن الملك عبد الله اعتاد أن يتنكر ويقوم بزيارات مفاجئة إلى أماكن إشكالية، لكن الملك عبد الله هو الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه. ممنوع انتقاده، وممنوع محاولة الاقتراح على الملك ما يجب أن يفعله. "سيدنا" هو المقرر الوحيد.
  • من السهل التنبؤ بأن الدول العربية الغنية ستتجند لتقديم دعم اقتصادي. ومن المتوقع أن تمد السعودية وحكام الإمارات أياديهم إلى جيوبهم وإخراج حفنات من الدولارات وخطط استثمارية. أيضاً إدارة بايدن عبرت عن تأييدها القاطع "للشريك القديم" ومن المتوقع أن تزيد المساعدة.
  • ننتظر لنرى ماذا ستفعل إسرائيل. هذه فرصة لتوسيع العلاقات التي تعتمد اليوم فقط على التعاون الأمني. مكالمة هاتفية واحدة من مقرب إسرائيلي من الجانب الأردني (وهناك عدد كبير منهم) يمكن أن تعيد تدريجياً العلاقات بين مكتب رئيس الحكومة ومكتب الملك، بغض النظر عمَّن سيكون رئيساً للحكومة.

 

 

المزيد ضمن العدد 3535