تحدي مروان البرغوثي يقرّب الفلسطينيين من اليوم التالي لـعباس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • احتمال تقديم مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية في "فتح" قائمة مستقلة في الانتخابات المقبلة للبرلمان الفلسطيني هو بمثابة تحدٍّ لزعامة رئيس الحركة وللرئيس الفلسطيني محمود عباس ولكبار المسؤولين في فتح من المقرّبين منه. هذه الإمكانية تحدث عنها مقرّبون من البرغوثي، ولم يكذّبها أنصاره ولا زوجته فدوى البرغوثي.
  • يختلف البرغوثي عن ابن أخت ياسر عرفات وعضو اللجنة المركزية في "فتح" ناصر القدوة، الذي أعلن مؤخراً نيته الترشح للانتخابات في قائمة مستقلة، وجرت معاقبته فوراً بإبعاده عن الحركة. بخلاف القدوة، يتمتع البرغوثي بتأييد شعبي لا يستطيع عباس وقيادة "فتح" في رام الله تجاهله. على هذه الخلفية قال مسؤول رفيع المستوى في الحركة لـ"هآرتس" إن إعلان القدوة اعتُبر خطوة فردية لم تؤثر في قاعدة "فتح" في الشارع الفلسطيني. بينما "خطوة البرغوثي سيكون لها أهمية أكبر"، أوضح المصدر، "إنها فعلاً انشقاق".
  • يُعتبر البرغوثي منذ وقت طويل معارضاً لعباس في داخل "فتح". وكان انتقده وانتقد سلوكه في الساحة الداخلية وطريقة تصرفه مع إسرائيل عدة مرات. كما دعا البرغوثي إلى تبنّي استراتيجية النضال الشعبي وتعزيز "فتح" كحركة شعبية مرتبطة بالأرض وليس كحركة نخبة منقطعة عنها. مع ذلك، وعلى الرغم من الانتقادات إلا إن البرغوثي حرص على المحافظة على الحركة واعتبر نفسه جزءاً لا يتجزأ من "فتح"، وشدد على الحاجة إلى الوحدة.
  • رام الله مشغولة منذ الأمس بالخطوة وتداعياتها، وتتساءل ما إذا كان البرغوثي سيقدم فعلاً قائمة مستقلة مع الذين خاب أملهم بـ "فتح"، بينهم ناصر القدوة نفسه. ثمة إمكانية أُخرى أن يتراجع البرغوثي ويدّعي أنه يجب المحافظة على الوحدة، في مقابل وعود بتمثيل أشخاص بالنيابة عنه وإصلاحات مستقبلية.
  • مصادر رفيعة المستوى في "فتح" قالت إن البرغوثي نقل مؤخراً رسائل تتعلق بالحركة عبر مقرّبين منه تدل على أن هدفه المركزي هو الانتخابات الرئاسية التي من المفترض أن تجري في تموز/يوليو. وبالاستناد إلى كلامهم، تدل الرسائل على أنه ينوي تقديم قائمة مستقلة للبرلمان تكون أساساً لإعلانه ترشحه للرئاسة.
  • يدل هذا الترشح على أن البرغوثي يعتقد مثل كثيرين في "فتح" أن الزعامة الحالية لا تستطيع أن تحظى بثقة الجمهور الفلسطيني. الانقسام بين "فتح" في الضفة الغربية و"حماس" في قطاع غزة، وصراع القوة بينهما زاد الإحساس باليأس لدى الجمهور الفلسطيني الذي يتطلع إلى الخروج من الأزمة.
  • قسم من المقرّبين من البرغوثي طلب منه أن ينتظر حتى اللحظة الأخيرة قبل إعلان قائمة مستقلة لخوض الانتخابات البرلمانية. وحذّروه من ضغط داخلي في "فتح" بحجة أن الانقسام سيخدم تنظيمات أُخرى، وعلى رأسها "حماس"، وأن في إمكان عباس وأنصاره ممارسة ضغوط كبيرة لمنع تأييد البرغوثي بسبب سيطرتهم على مراكز القوى السياسية الداخلية. اعتبار آخر لتأجيل الإعلان هو حاجة البرغوثي إلى أن يضمن أن تمثّل قائمته كل طبقات المجتمع الفلسطيني، بمن فيهم الأسرى.
  • لكن حتى لو قدم البرغوثي قائمة مستقلة في نهاية الأمر، في رام الله ينظرون إلى سلوك "فتح" في الساحة السياسية الداخلية - الفلسطينية كاستعداد لليوم التالي بعد عباس. وهم يرون في الانتخابات المقبلة مقدمة واختباراً للسلوك على الأرض، ومحاولة لتحضير زعامة جديدة. لكنهم مع ذلك يعترفون بأن هذه القضية تشغل في الأساس المستوى السياسي، بينما الشارع الفلسطيني لا يزال يشكك عموماً فيما إذا كانت الانتخابات ستجري أصلاً.