علمت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن تركيا نقلت مؤخراً رسالة إلى إسرائيل أكدت فيها أنها مستعدة لإرسال سفير لها إلى إسرائيل في حال التزام هذه الأخيرة بإرسال سفير لها إلى تركيا. ولم تتطرق الرسالة إلى الخلاف الرئيسي الذي لا يزال قائماً بين الدولتين والمتعلق بوجود قادة حركة "حماس" في إسطنبول.
يُذكر أن العلاقات الإسرائيلية - التركية مرت منذ 10 سنوات بتقلبات وتراجعات في العلاقات، وخصوصاً بعد قضية "سفينة مافي مرمرة" سنة 2010 حين قامت أنقرة بخفض تمثيلها الدبلوماسي في إسرائيل وطردت السفير الإسرائيلي، لكن في 22 آذار/مارس 2013 اتصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان واعتذر عن حادثة "مافي مرمرة" واتفقا على إعادة تطبيع العلاقات، وعينت إسرائيل إيتان نائيه سفيراً في تركيا وفي المقابل عينت تركيا كمال أوكام سفيراً في إسرائيل وبقيت العلاقات مستقرة حتى سنة 2018، عندما قامت تركيا باستدعاء سفيريها في إسرائيل والولايات المتحدة على خلفية "مسيرات العودة" في قطاع غزة كما قامت بطرد السفير الإسرائيلي لديها.
ومؤخراً غيرت تركيا سياستها الخارجية في الشرق الأوسط عموماً وبالنسبة إلى إسرائيل خصوصاً، وأعلن الرئيس التركي في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت أن تركيا تريد تحسين علاقاتها مع إسرائيل وأشار إلى أن علاقات بلاده الاستخباراتية مع إسرائيل مستمرة. وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية في مؤتمر انتخابي في 10 آذار/مارس إن إسرائيل تُجري مباحثات مع تركيا وذلك خلال إشارته إلى علاقات إسرائيل الممتازة مع دول في الشرق الأوسط.
وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس للصحيفة إنه على الرغم من كل الحوادث التي تسببت بتوتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل فإن البلدين لم يقطعا العلاقات الدبلوماسية بينهما ونجحا في الفصل بين الاقتصاد والسياسة، وساعدا بعضهما بعضاً في قضايا إنسانية وبقيت قنوات الحوار مفتوحة دائماً. وأضافت هذه المصادر نفسها أن تلك العلاقات كانت دائماً حساسة في كل ما يرتبط بالفلسطينيين، وأشارت إلى أن العزلة المتزايدة لتركيا في المنطقة والعلاقات المتوترة مع واشنطن تدفعها إلى تقديم عروضها لتطبيع العلاقات مع دول المنطقة، بما في ذلك إسرائيل. وقالت إن إسرائيل لن تمانع في تحسين علاقاتها مع تركيا، لكنها تريد التأكد من نياتها وستتعامل مع الأمر بحذر بالغ.