يجب ألّا نهمل الأردن
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- في الوقت الذي تتصدر فيه العناوين الأولى خبر شرعنة ممثلي المواطنين العرب في إسرائيل كشركاء في الائتلاف الحكومي المقبل، واتفاقات التطبيع بين إسرائيل ودول إسلامية، يبرز في هذه الأيام التدهور المتواصل في العلاقات الإسرائيلية - الأردنية.
- في الأيام الأخيرة يعرقل بنيامين نتنياهو طلباً أردنياً بالتزود بالمياه، على الرغم من أن الخبراء في إسرائيل أوصوا بالموافقة عليه. المقصود تصعيد إضافي للأزمة الخطِرة في العلاقات مع عمّان، والتي استمرت خلال ولايات نتنياهو وتفاقمت في الفترة الأخيرة على خلفية العراقيل الأمنية التي وضعتها أجهزة الأمن في إسرائيل أمام الزيارة التي كان ينوي القيام بها إلى القدس الأمير الأردني حسين ابن الملك عبد الله. رداً على ذلك رفض الأردنيون السماح لنتنياهو باستخدام مجالهم الجوي للقيام بزيارة إلى الإمارات قبل الانتخابات. واشتدت التوترات عندما أمر نتنياهو، في خطوة غير مسبوقة، ومن دون التشاور مع الأطراف المعنية، بإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي فوراً أمام الأردن، بخلاف ما نص عليه اتفاق السلام بين الدولتين. في النهاية أقنعته سلطات المطار بالعودة عن قراره. مع ذلك، يبدو أن نتنياهو لا يتوقف عند هذا الحد وهو حالياً يعرقل الموافقة على نقل مياه إضافية إلى الأردنيين، بخلاف توصية الجهات المسؤولة، في خطوة تبدو انتقاماً شخصياً لتخريب حملته الانتخابية في الخليج.
- تُضاف هذه القضية إلى توترات ازدادت تلقائياً بين حكومات نتنياهو والمملكة الأردنية. حوادث كثيرة سُجلت مع مرور السنوات بين الدولتين، وخارجهما، جهات دبلوماسية وخبراء أمنيون يقولون إن إسرائيل لم تفعل شيئاً لتقليص الضرر وتحسين العلاقات - في الأساس على المستوى المدني.
- يتصرف نتنياهو كأنه مستعد لتعريض استقرار اتفاقات السلام مع الأردن للخطر. هذا خطأ استراتيجي خطر. دبلوماسية اللقاحات التي يستخدمها نتنياهو تعبّر عن وجهة نظر جيو - سياسية مشوهة، ففي رأيه، من المهم أكثر استخدام اللقاحات لابتزاز دولة بعيدة مثل غواتيمالا، كي تفتح سفارة لها في القدس، على مساعدة جيران لنا في ضائقة. موجة الكورونا القاسية التي انتشرت في الأردن كانت فرصة لإظهار حُسن جوار. الأردن مهتم بأن ترسل له إسرائيل لقاحات، على الأقل من أجل تلقيح الطواقم الطبية. لكن ما علاقة هذا بسياسة نتنياهو الاستقوائية؟
- تعودت المعارضة في إسرائيل تبنّي مواقف نتنياهو بشأن كل ما يتعلق بالعلاقات الخارجية. الأزمة مع الأردن، الدولة الحساسة لأمن إسرائيل وسلامتها، هي فرصة لها كي تقدم بدائل في الفترة التي تجري فيها بلورة حكومة جديدة. مع كل الاحترام لاتفاقات السلام الجديدة مع دول بعيدة، ممنوع أن نهمل الاتفاقات القديمة مع جاراتنا القريبة.