تدمير سفينة مقابل شواطىء غزة: لمحة عن المواجهة المتوقعة بين إسرائيل و"حماس" في البحر
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

الحادثة التي وقعت يوم الإثنين، والتي أغرق خلالها سلاح البحر الإسرائيلي سفينة مقابل شاطىء خان يونس في قطاع غزة هي حادثة مثيرة للاهتمام وخارجة عن المألوف. في هذه المرحلة يبدو أن للطرفين مصلحة في أن تبقى الحادثة بعيدة عن الضجة. في الأشهر الأخيرة  بذلت "حماس" جهوداً كبيرة جداً لتطوير قدراتها العسكرية البحرية وقدراتها العسكرية، ولا سيما ما يتعلق بتطوير قدراتها القتالية تحت الماء من خلال وحدة كوماندوس بحري يمكنه تنفيذ مهمات تسلُّل إلى الأراضي الإسرائيلية كما حدث سابقاً خلال عملية "الجرف الصامد" عندما تسللت وحدة كوماندوس من البحر إلى منطقة زيكيم واشتبكت مع الجيش الإسرائيلي. والاهتمام بتطوير القدرات البحرية يأتي على خلفية إغلاق الحدود البرية بين غزة وإسرائيل إغلاقاً محكماًـ  وهو ما أضر كثيراً بمشروع أنفاق التسلل إلى إسرائيل.

في السنوات الأخيرة أدركت"حماس" أن عليها الاستثمار في قنوات للتسلل من البحر كجزء من خطة واسعة لدى نشوب حرب مع إسرائيل، وذلك  ضمن إطار موازين القوى غير المتناظرة بين الجيش الإسرائيلي وبين التنظيمات المسلحة في قطاع غزة، إذ تتطلع "حماس" إلى تطوير قدرة تستطيع بواسطتها القيام بهجمات تلحق أذى كبيراً بالوعي في إسرائيل.

في هذه الأثناء، سيطرة "حماس" على المجال البحري هي تقريباً مطلقة، مثلما هي سيطرتها في البر، لكن سيطرتها البحرية أكبر بمرات كثيرة. تراقب "حماس" كل ما يجري، من حدود الصيد إلى عمليات معادية ضد إسرائيل. كل سفينة تعمل في هذا المجال هي عرضة لرقابة شديدة من طرفها.

السفينة التي جرى تدميرها اليوم تعود إلى "حماس" التي قررت الآن المحافظة على الصمت، وخصوصاً أن الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات في الأرواح. في المقابل اكتفت إسرائيل ببيان مقتضب وروتيني عن الحادث قال فيه الجيش أنه تم "القضاء على خطر محتمل"، من دون إعطاء تفصيلات.

كانت الأشهر الأخيرة هي الأكثر هدوءاً في القطاع في السنوات الأخيرة. الصاروخ الأخير الذي أُطلق على غلاف غزة كان قبل شهرين. وليس هذا صدفة، لـ"حماس" الآن مصالح أُخرى، بينها تحسين الوضع الاقتصادي ومواجهة أزمة الكورونا. الهدوء السائد في غزة جعل تحرك إسرائيل ضد تعاظم القوة العسكرية للحركة محدوداً جداً. تستغل "حماس" جيداً هذا الأمر لمصلحتها من خلال التدريبات وحفر تحصينات داخل القطاع، وصولاً إلى نشاطات مقلقة، مثل تطوير وسائل قتالية صاروخية متقدمة، ومحاولة التقدم أيضاً في مجال الصواريخ الدقيقة، والمسيّرات، وأيضاً في الساحة البحرية. أكثر من مرة يلاحظون في إسرائيل مسيّرات تحلق فوق قطاع غزة. وعموماً لا يقوم الجيش الإسرائيلي بإسقاطها ما دامت لم تخرق الأراضي الإسرائيلية براً وبحراً.

تعلم "حماس" بأن أي  خرق من هذا النوع تستغله إسرائيل لضرب تعاظُم قوتها العسكرية، لكن  عدد الحوادث من هذا النوع قليل جداً. في السنوات الأخيرة تجنبت "حماس"  تقديم أسباب إلى إسرائيل لإسقاط مسيّرة تطلقها فوق غزة.

وما تجدر الإشارة إليه أن أهمية  الحادثة التي وقعت اليوم في البحر مقابل خان يونس ليست في دلالتها العسكرية المباشرة بل في أنها تشكل نموذجاً للتحديات الأمنية التي ستواجهها إسرائيل في البحر في السنوات المقبلة.