عدم اتصال بايدن هو جرس إيقاظ
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • مع انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، وقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الكنيست، وكعادته رفض ادعاءات المعارضة أنه أهمل علاقات إسرائيل مع الحزب الديمقراطي في فترة إدارة دونالد ترامب، وأنه بذلك أضر بمكانة إسرائيل في واشنطن. بيْد أن بايدن تحدث مع زعماء دول كثيرة في العالم منذ تنصيبه قبل نحو 3 أسابيع، لكنه لم يجد وقتاً للتحدث مع رئيس حكومة إسرائيل، التي اعتبرت نفسها خلال السنوات الأربع الماضية حليفة مركزية للقوة الأميركية العظمى.
  • عندما سُئل نتنياهو في الأسبوع الماضي عمّا إذا كان قلقاً من عدم اتصال بايدن به أجاب: "هو يتصل برؤساء الدول بحسب الترتيب المناسب له، ولم يصل إلى الشرق الأوسط بعد." لكن الموضوع ليس تقنياً ولا أهمية له. رسالة بايدن واضحة: ما كان سابقاً لن يكون لاحقاً. طبيعة العلاقات التي كانت تربط الولايات المتحدة بإسرائيل في السنوات الأربع الأخيرة تغيرت، ويوجد ثمن للعلاقة الدبلوماسية الغرامية التي كانت بين نتنياهو وبين الرئيس ترامب.
  • ليس أوضح من تغريدة سفير إسرائيل السابق في الأمم المتحدة داني دانون للدلالة على الابتذال الدبلوماسي الإسرائيلي في أعقاب العلاقات غير المحدودة بين نتنياهو وترامب، ونشوة القوة - التي يجب على إسرائيل أن تستيقظ منها وبسرعة. دانون نشر أسماء الدول التي اتصل بايدن بزعمائها، وأعرب عن دهشته قائلاً: "ألم يحن الوقت للاتصال بزعيم إسرائيل، الحليفة الأقرب إلى الولايات المتحدة؟"، حتى أنه نشر رقم هاتف مكتب رئيس الحكومة.
  • في السنوات الأربع الماضية لم يتوقف نتنياهو عن تزويد بايدن والحزب الديمقراطي بأسباب لمجافاته، على رأسها الخطاب غير المسبوق في الكونغرس في سنة 2015 ضد الاتفاق مع إيران، على الرغم من أنف باراك أوباما. لقد تماهى نتنياهو بصورة مطلقة مع ترامب، حتى كان من الصعب التفريق أين تنتهي السياسة الإسرائيلية وتبدأ السياسة الأميركية، ومن هو رئيس الدولة الصغيرة في الشرق الأوسط، ومن هو رئيس الدولة العظمى.
  • نتنياهو قدم خدمات غسيل دبلوماسية لترامب، ضد التحفظات التي أثارها وسط يهود أميركا، وفي الحزب الديمقراطي، ولدى العديد من زعماء العالم. لقد فعل نتنياهو ذلك وألحق الضرر بإحدى بديهيات السياسة الخارجية الإسرائيلية وهي: المحافظة على دعم الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة.
  • يوم الخميس الماضي أعلن البيت الأبيض أن بايدن سيتصل قريباً. لكن أيضاً بعد ذلك ستحتاج إسرائيل إلى كثير من الوقت لإصلاح الأضرار التي تسبب بها نتنياهو للعلاقات مع الحزب الديمقراطي. من الصعب الافتراض أن المسؤول عن هذا الضرر قادر على إصلاحها. وهذا سبب إضافي لإنهاء حكم نتنياهو.