أصدر ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أمس (الأربعاء) بياناً عقّب فيه على تشكيك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في قانونية اعتراف واشنطن بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأكد البيان أن الموقف الإسرائيلي من هضبة الجولان واضح ويقضي بأن تبقى في أي سيناريو محتمَل جزءاً من دولة إسرائيل إلى الأبد.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس خلال جولة في الضفة الغربية، إن الحكومة بحاجة إلى العمل مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على توسيع التطبيع مع الدول العربية والاعتراف بالجولان كجزء من الأراضي الإسرائيلية.
وكان بلينكن قال في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الأميركية "سي. إن. إن" الليلة قبل الماضية، إنه يدعم في ظل الظروف الحالية سيطرة إسرائيل على هضبة الجولان، لكن بدا أنه يشكك في قانونية قرار إدارة ترامب بشأن هذه المنطقة.
وخلال المقابلة سُئل بلينكن عمّا إذا كانت إدارة بايدن ستستمر في رؤية هضبة الجولان جزءاً من إسرائيل؟ فأجاب قائلاً: "بغض النظر عن الجوانب القانونية لهذا السؤال فإن الجولان مهم للغاية لأمن إسرائيل من الناحية العملية." وأضاف: "طالما أن الطاغية بشار الأسد في السلطة، وطالما أن إيران موجودة في سورية، وأن الميليشيات المدعومة من إيران ونظام الأسد نفسه يشكلان تهديداً أمنياً كبيراً لإسرائيل، أعتقد أن السيطرة على الجولان في هذا الوضع لا تزال ذات أهمية حقيقية لأمن إسرائيل من الناحية العملية." ومع ذلك أشار إلى أن الولايات المتحدة قد تكون منفتحة في المستقبل على إعادة النظر في هذا الموقف. وقال: "إن الأسئلة القانونية هي مسألة أُخرى. وبمرور الوقت إذا تغير الوضع في سورية فهذا شيء سننظر فيه. لكننا لسنا قريبين من ذلك."
وتتناقض أقوال بلينكن مع تصريحات سلفه مايك بومبيو التي أدلى بها خلال زيارة نادرة إلى الجولان في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت وقال فيها: "لا يمكنك الوقوف هنا والتحديق فيما هو عبر الحدود وإنكار الأمر المركزي الذي أدركه الرئيس ترامب ورفض الرؤساء السابقون إدراكه وهو أن هذه المنطقة هي جزء من إسرائيل وجزء مركزي منها."
واستنكر بومبيو ما وصفه بأنه دعوات من صالونات في أوروبا ومن مؤسسات نخبوية في أميركا إلى إسرائيل لإعادة الجولان إلى سورية.
يُذكر أن ترامب اعترف سنة 2019 بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان التي استولت عليها إسرائيل من سورية في حرب حزيران/يونيو 1967 وضمتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.