تأييد الحلف الدفاعي مع الولايات المتحدة مؤشر ضعف
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • باستثناء فترة قصيرة، العقيدة الأمنية الإسرائيلية رفضت الأحلاف الدفاعية. التخوف الأساسي: الحليف الذي هو حتماً قوة عظمى سيملي على إسرائيل سياستها الخارجية والأمنية بما في ذلك استقلالية عمل الجيش الإسرائيلي. في السنوات الأخيرة، وخصوصاً منذ دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بدأ نتنياهو بالدفع قدماً بحلف كهذا. الخبر الذي نقله يانيف كوفوفيتس ("هآرتس"، 2/2) بأن رئيس الأركان وآخرين في قيادة الجيش الإسرائيلي اقتنعوا بتأييد الفكرة، يكشف إذن عن تغيير استراتيجي مذهل – ومقلق - في العقيدة الأمنية.
  • في منتصف الخمسينيات وقف الاتحاد السوفياتي والدول التي تدور في فلكه علناً إلى جانب أعداء إسرائيل، وأغرق جيوش الدول العربية بالكثير من السلاح، بما فيه صواريخ أرض - جو حديثة، كاسرة للتوازن. وهم أيضاً دعموهم في المؤسسات الدولية، مثل مجلس الأمن. في هذه المحنة بدأ ديفيد بن غوريون بفحص فكرة حلف دفاعي مع الولايات المتحدة التي رفضت في تلك الفترة تزويد إسرائيل بسلاح دفاعي ضد السلاح السوفياتي، ورفضت رفضاً مطلقاً عمليات جس النبض. منذ تلك الفترة تغيرت العلاقات الأميركية - الإسرائيلية بصورة دراماتيكية نحو الأفضل، لكن المؤسسة الأمنية طورت مقاربة مفادها أن للولايات المتحدة مصالح متشعبة مع العالم العربي - الإسلامي، وهذه ستفرض عليها خطواتها بينما تحارب إسرائيل دفاعاً عن وجودها - كما جرى فعلاً عندما أنقذ هنري كيسنجر الجيش الثالث [المصري] في حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973]
  • قبل عام وبعد فترة طويلة من الجمود، طرح نتنياهو الموضوع على هيئة الأركان العامة. وعلى الرغم من أن الموقف التقليدي للجيش هو رفض التحالفات، هذه المرة أعلن رئيس الأركان وكبار مسؤولي الجيش تغيير موقفهم. ما سبب هذا الانقلاب في الوعي؟ إسرائيل هي في الواقع أقوى من أي وقت آخر، بينما أعداؤها ضعفاء أكثر من أي وقت آخر. في المستقبل المنظور ليس هناك دولة من الدول التي هاجمتنا في الماضي تشكل خطراً علينا على الصعيد الاستراتيجي.
  • فرق عسكرية إيرانية، على غرار مفاجأة حرب يوم الغفران، لا تهدد حدودنا. قدرات سلاحات الجو لدى العدو أقل بكثير من قدرات أسلحة الجو لدينا. وبالتأكيد ينطبق هذا عندما نتحدث عن قدرات استخباراتية، وحرب سيبرانية وسائر وسائل الدفاع والهجوم. قدرات العدو في المجال الصاروخي كبيرة وشديدة الخطورة، لكن في مواجهة تهديدات حزب الله و"حماس" – لا حاجة إلى حلف دفاعي. التعامل المبدئي – الإيجابي مع مثل هذه الفكرة هو مؤشر ضعف.
  • بقيت إيران. لمعالجة التهديد المتجلي لدينا من ناحيتها الرد ليس في عقد حلف يمكن أن يقيد قدرتنا على إدارة معارضة حازمة ضد إيران نووية وفقاً لفهمنا وحاجاتنا الأمنية العميقة. الولايات المتحدة تخلت عن حلفائها أيضاً في الشرق الأوسط. الاتفاق السيئ الذي عقده أوباما مع آيات الله لم يكن فعلاً تخلياً، لكن فيه مظهر ضعف من الولايات المتحدة (وأوروبا التي شاركت في الاتفاق) إزاء ابتزاز طهران. وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن كشف هذا الأسبوع أنه من المتوقع أن تصل إيران إلى قدرة إنتاج سلاح نووي خلال بضعة أسابيع. ماذا ستفعل الولايات المتحدة لمنع ذلك؟ نعم ستعود إلى اتفاق أوباما. هذا يتلاءم مع التوجه التصالحي الأميركي الراهن.
  • رئيس الأركان يعرف أن حلفاً دفاعياً لا يمنع إيران من إنتاج قنبلة. بل سيزيد من الحافز لإنتاجها. أي ضعف في التفكير أصابه فجأة؟