يجب وضع حدّ فوري لحملة الانتقام العنيفة التي يقوم بها المستوطنون في الأراضي المحتلة تحت سمع وبصر قوات الأمن الإسرائيلية
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- بعيداً عن الاهتمام العام تجري في الأسابيع الخمسة الأخيرة حملة انتقام عنيفة يقوم بها المستوطنون في المناطق [المحتلة] في إثر موت زميلهم أهوفيا سنداك في أثناء عملية مطاردة بوليسية له. وضحايا حملة الانتقام هذه هم كما جرت العادة الفلسطينيون الذين ليس لهم أي علاقة بمقتل المستوطن.
- وفقاً لمعطيات منظمة "بتسيلم" التي نُشرت أمس (الخميس)، وثّق موظفو المنظمة خلال الأسابيع الخمسة الفائتة 49 حادثة عنيفة شملت 28 حادثة اعتداءات جسدية على فلسطينيين تسببت بإصابة 15 شخصاً، بينهم 4 أولاد. كما تم إحراق عدد من السيارات، وقام عدد من زعران المستوطنين باقتحام بيوت وبعمليات دهس مقصودة. وفي حالة واحدة على الأقل تم الاعتداء على شخص مسن وسفك دمه.
- ويراقب جنود الجيش الإسرائيلي وأفراد الشرطة الذين يُفترض بهم أن يحافظوا على القانون والنظام في المناطق [المحتلة]، وأن يدافعوا عن سكانها وأملاكهم، كل هذه الحوادث من دون أن يحركوا ساكناً ضد مرتكبيها في معظم الحالات. ولم يُقدَّم أي مستوطن إلى المحاكمة بعد وقوع عشرات الحوادث العنيفة. وحضرت قوات الأمن في 26 حادثة على الأقل وشاهدت جرائم العنف. وأكدت "بتسيلم" أنه بدلاً من اعتقال المهاجمين قامت قوات الأمن بمهاجمة الضحايا، وبإطلاق النار في اتجاههم والتسبب بإصابة عدد منهم. وفي 26 حادثة أُخرى لم تقم قوات الأمن بما كان يتعين عليها القيام به لوقف الهجمات.
- هكذا يجد الفلسطينيون أنفسهم من دون أي حماية في مقابل الذين يهاجمونهم. فالشرطة الفلسطينية ممنوعة من التدخل والشرطة الإسرائيلية هي شرطة لليهود فقط. ولو كان الفلسطينيون هم الطرف المهاجم لكانت الصورة عكسية تماماً، ولكانت قوات الأمن قامت بإغلاق قرى وتنفيذ عشرات عمليات الاعتقال وتقديم المتهمين إلى المحاكمة على وجه السرعة، ولكانت المحاكم سارعت إلى فرض أقصى العقوبات عليهم.
- لا شك في أن المستوطنين المهاجمين يرون في سلوك قوات الأمن تشجيعاً لهم وضوءاً أخضر للاستمرار في حملتهم الهجومية. وهم على حق، فهذه هي الرسالة. وبعد ذلك عندما لا يعود الفلسطينيون قادرين على تحمّل هذا الإهدار لحياتهم وأملاكهم، ويبدأون بشن هجمات للدفاع عن أنفسهم، سيعلو الصراخ: إرهاب، إرهابيون.
- إن المسؤولية عن أي عمليات سفك دماء مقبلة تقع على عاتق الجيش والشرطة والحكومة. إذا لم يوقفوا فوراً فلتان المستوطنين هذا، وإذا لم يقدموهم إلى المحاكمة فلن يتمكنوا من التهرب من المسؤولية عن أي وضع جديد يمكن أن ينشأ.