في إسرائيل يحاولون التلميح لبايدن إلى أن الخيار العسكري في مواجهة إيران يمكن أن يُطرح مجدداً
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- تدل الإشارات الأولى من واشنطن على أن الإدارة الأميركية الجديدة لا تنوي تضييع الوقت: الطاقم الذي شكله الرئيس المنتخب جو بايدن حوله يعتبر المفاوضات للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران هدفاً مركزياً يجب السعي لتحقيقه بسرعة. الردود من طهران تعرض خطاً متشدداً. الإيرانيون ينتظرون من الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاق الأصلي، الذي جرت بلورته مع إدارة أوباما سنة 2015 وتخلى عنه ترامب قبل 3 سنوات. في الوقت عينه يطالب الإيرانيون برفع كل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.
- وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن قال في جلسة استماع في مجلس الشيوخ في الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة ستتشاور مع أصدقائها في الشرق الأوسط قبل تجدُّد الاتصالات، وأضاف: "من المهم جداً البدء بذلك في فترة الإقلاع وليس الهبوط." لا تبدو إسرائيل متشجعة من التطورات: نقل وقائع حفل تنصيب بايدن في قنوات التلفزيون الإسرائيلي ترافقت مع اقتباسات متشائمة لمصادر سياسية. بحسب التقارير من القدس، يسعى بايدن لعودة سريعة إلى الاتفاق، وفقط بعد ذلك بلورة اتفاق بشروط جديدة، تجري من خلالها معالجة المسائل التي لم يتطرق إليها الاتفاق الأصلي- القيود على مشروع الصواريخ الإيرانية، وعلى نشاطات التآمر والإرهاب في شتى أنحاء الشرق الأوسط. وجاء في أحد الاقتباسات " إذا تبنى بايدن مخطط أوباما (بشأن إيران) لن يكون هناك شيء نتحدث به معه."
- اللواء في الاحتياط يعقوب عميدرور الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي بقي من الأشخاص المقربين من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حتى مع كونه لا يتولى منصباً رسمياً. في الأسبوع الماضي خلال نقاش في معهد القدس للاستراتيجيا والأمن الذي هو زميل كبير فيه قال عميدرور: "في حال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي القديم وتبين أن إيران تتقدم نحو قدرة نووية عسكرية، لا يبقى أمام إسرائيل من مفر سوى التحرك ضدها عسكرياً لمنعها من الحصول على قدرة إنتاج سلاح نووي." بحسب كلامه، دخول بايدن إلى البيت الأبيض يضع إسرائيل في مواجهة مشكلة حساسة - "كيف تناور إزاء إدارة أميركية لديها خطط واضحة للعودة إلى الاتفاق."
- في حديث مع "هآرتس" قال عميدرور" الاتفاق السابق لم يقدم رداً على ضرورة منع الاقتراب الإيراني من نقطة الاختراق للحصول على قدرة نووية. قبيل توقيع الاتفاق غيّرت إدارة أوباما سياستها من تفكيك القدرة الإيرانية إلى تأجيل المشروع ومراقبته. نحن نعتقد أن هذا الاتفاق سيئ. في مواجهة الإدارة الجديدة يجب إنشاء آلية تواصُل لفهم ما ينوون فعله. نحتاج إلى الجلوس مع الأميركيين لفهم موقفهم. عندما يحدث هذا ستوضح إسرائيل ايضاً سياستها."
- بحسب كلامه، عودة أميركية إلى الاتفاق القديم من دون تغييرات جوهرية ستطرح من جديد على الطاولة كل الاحتمالات - "كل ما تستطيع دولة إسرائيل أن تفعله. إذا اتضح أن الخطوات الأميركية تسمح للإيرانيين بالتقدم نحو القنبلة، يجب الاستعداد جيداً للخيار العسكري. ليس ضرورياً أن نتسرع كثيراً. المطلوب قبل كل شيء فهم عميق لما يريده الأميركيون، لكن يتعين على إسرائيل أن تحتفظ لنفسها بحرية القرار وحرية العمل."
- بعد الاتفاق في سنة 2015، وفي إطار خطة "جدعون" المتعددة السنوات، حوّل الجيش الإسرائيلي موارد لمهمات متعددة، مثل المعركة بين الحروب، التي جرت في إطارها مهاجمة قواعد إيرانية وشحنات سلاح في سورية. في مقابل ذلك، وُظفت جهود أقل في صقل وشحذ الخطط العملانية لهجوم جوي على دول "الدائرة الثالثة"، يكون هدفها المركزي المشروع النووي. مؤخراً تحدثت صحيفة "يسرائيل هَيوم" عن طلب الجيش الإسرائيلي مليارات الشيكلات لهذه الغاية، إذا قرر المستوى السياسي أن يطرح مجدداً على الطاولة الخيار العسكري في إيران.
- يقلل عميدرور من أهمية سوء العلاقة بين نتنياهو وبين مخضرمي إدارة أوباما الذين عاد جزء منهم الآن إلى مناصب مركزية في إدارة بايدن، على خلفية الاتفاق النووي. بحسب كلامه، منظومة العلاقات بين الدولتين جيدة وواقعية بما يكفي، بحيث من الممكن التعالي على هذه الترسبات إذا وُجدت." وأضاف: "في النهاية تتخذ الدول قرارات على أساس مصالح، وليس على أساس علاقات شخصية."
- يعتقد عميدرور، مثله مثل المستشارين الكبار لنتنياهو، أن موقع المساومة لإيران في مفاوضات جديدة سيكون أضعف بكثير مما تعرضه التصريحات الرسمية. بحسب كلامه، تأثير العقوبات الأميركية في اقتصاد إيران كان قاسياً للغاية. "بصعوبة أبقوا رؤوسهم فوق الماء، وانتظروا مجيء إدارة بايدن." وقال: "طهران تحت ضغط كبير لرفع العقوبات." في رأيه، وضع إيران يسمح للأميركيين باتخاذ مواقف متشددة في المفاوضات عندما تُستأنف.