هدف رئيس الحكومة: حزب ليكود كبير في مواجهة أحزاب صغيرة كثيرة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • قيل عن رئيس الحكومة السابق إيهود باراك أنه بارع في التفكيك، تفكيك حزبه ومعسكره. يتضح أن نتنياهو أيضاً بارع في التفكيك، لكن بعكس باراك هو اختصاصي في تفكيك الآخرين. في كل معركة انتخابية يحاول رئيس الحكومة هندسة معكسر اليمين وسحق خصومه من اليسار. لم يكن ينجح في ذلك بصورة كاملة. هذه المرة يبدو أنه يوشك على أن ينجح أكثر من أي مرة سابقة.
  • بعد تفكيك حزب أزرق أبيض، أغلبية مكونات كتلة اليسار تفككت من تلقاء ذاتها، وتفرّغ نتنياهو لمهمتين سياسيتين ملتهبتين قبل إغلاق تقديم القوائم الانتخابية، واللقاحات واتفاق السلام على الطريق؛ تفكيك القائمة المشتركة و تفكيك حزب يمينا. في الحالتين المهمة لم تنته بعد، لكن العملية في ذروتها.
  • في الأمس التقى رئيس الحكومة، بواسطة تطبيق زوم، رؤساء السلطات العربية. وكما في مرات سابقة، ترافق اللقاء بنقاش عاصف وسط القطاع العربي: هل نتعاون مع نتنياهو أو نقاطعه على أفعاله وتصريحاته؟ في هذه الأثناء دعاة الحوار مع رئيس الحكومة يخلقون شرعية لمن كان قبل بضعة أشهر فقط شخصية غير شرعية ويمزقون القائمة المشتركة إلى أشلاء.
  • إذا كان العرب في إسرائيل تدفقوا في الانتخابات الأخيرة بصورة جماعية إلى صناديق الاقتراع لوضع ورقة القائمة العربية المشتركة، فإن ما يُسمع اليوم هو في الأساس انتقادات وخيبة أمل. أعضاء الكنيست من العرب يرون هذه المشاهد، ويسمعون الأصوات، ويفهمون جيداً ما يفعله نتنياهو بهم، لكنهم يقفون عاجزين ولا يملكون رداً ملائماً. الهجمات ضده ونزع الشرعية عن الحديث معه تشجع معارضيهم. الحافز لدى السكان العرب لدعم القائمة على صعيد القطاع العربي انهار، وهذا الأمر يبدو واضحاً في الاستطلاعات التي تُظهر خسارة القائمة نحو ثلث قوتها الحالية.
  • حتى لو لم تنتقل 3 مقاعد إلى الليكود كما يدّعي نتنياهو فإنه قادر على إلحاق الضرر لاحقاً. بعد استقالة الحاخام رافي بيريتس سينتخب أعضاء مركز حزب البيت اليهودي غداً زعيمهم المقبل. في المرة السابقة حاول نتنياهو إقناع نفتالي بينت بإدخال إيتمار بن غفري كي لا يخسر أي صوت، هذه المرة أيضاً وجد نفسه في السيناريو عينه بينما الهدف هذه المرة إقناع بتسلئيل سموتريتش الذي على ما يبدو قرر نهائياً الترشح في الانتخابات وحده.
  • في لحظة أصبحت الانتخابات الداخلية في الحزب الصهيوني - الديني [البيت اليهودي] ذات دلالة أكثر من أي مرة سابقة. هوية الفائز يمكن أن تحسم وجهة الحزب ومعسكر اليمين كله: خوض الانتخابات مع حزب يمينا، أو خوضها بصورة منفصلة يمكن أن تحقق زيادة فرص حصول معسكر اليمين على 61 مقعداً، لكن تنطوي على خطر عدم قدرة أحد هذه الأحزاب على تجاوز نسبة الحسم. نتنياهو مستعد للمخاطرة. من دون ذلك احتمال الحصول على 61 مقعداً هو تقريباً مستحيل.
  • كان خيار نتنياهو هو ليكود كبير في مقابل حزب موازٍ من كتلة اليسار. بهذه الطريقة اعتاد خلق توتر يحث من خلاله أنصار اليمين على التصويت لمصلحة الليكود على حساب الأحزاب الأُخرى. في الانتخابات هذه المرة ليس أكيداً وجود حزب كهذا في معسكر اليسار. من هنا ستكون الاستراتيجيا مختلفة: ليكود كبير وأحزاب كثيرة صغيرة ومتوسطة من حوله. التوزع على الكتل هذا لن يغير الكثير، لكن بالنسبة إلى حزب صغير سيكون من الأسهل عليه أن يختار طرفاً والانضمام إلى الحكومة، من الانجرار إلى انتخابات إضافية والاختفاء نهائياً. من علياء 16 مقعداً يستطيع جدعون ساعر الحديث عن تأليف الحكومة، وعن رفضه المطلق الانضمام إلى نتنياهو. إذا انتهت الانتخابات بحصوله على خمسة أو ستة مقاعد سيضطر إلى التفكير في مسار جديد.

 

 

المزيد ضمن العدد 3480