دعا رئيس الحكومة البديل وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس [رئيس أزرق أبيض] القيادة الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الانضمام إلى المسيرة السلمية وعدم البقاء في الصفوف الخلفية، وأشار إلى أن الفلسطينيين يريدون ويستحقون كياناً يعيشون فيه بصورة مستقلة، وأكد أن السلام في منطقة الشرق الأوسط سيبقى ناقصاً من دون الفلسطينيين.
وجاءت مواقف غانتس هذه في سياق مقابلة أجرتها معه صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية أمس (الخميس)، أكد فيها أيضاً أن من حق الفلسطينيين أن يشعروا بالاستقلال، وأن تكون لهم عاصمة، وشدّد على أن القدس يجب أن تبقى موحدة ولكن سيكون فيها مكان لعاصمة فلسطينية فهي مدينة رحبة جداً، ومليئة بالمقدسات للجميع.
وتطرّق غانتس إلى مطالبة السلطة الفلسطينية بحدود 1967 مع تبادل أراض، وإلى خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ["صفقة القرن"] التي تتحدث عن ضم 30% من أراضي الضفة الغربية من جهة غور الأردن، فقال: "نحن بحاجة إلى نقاط مراقبة استراتيجية حقيقية لأجل الأمن. طبعاً، يمكن الحديث عن تبادل أراض، مع أنني لا أرى كيف وأين. نحن نقول إن حدود 1967 لن تعود ولكن يوجد دائماً إمكانات للتوصل إلى حلول وسط. المهم أن نبقي المسار حياً وألّا يتخلف الموضوع الفلسطيني عن ركب رياح السلام القائم حالياً."
وأضاف غانتس: "نحن بحاجة إلى غور الأردن ضمن الإجراءات الأمنية. لكن مسألة المساحة ليس بالضرورة أن تكون 30%. يمكن تقليص هذه المساحة كثيراً. لقد عارضنا مخطط الضم من البداية وذلك قبل طرح مطلب الإمارات العربية المتحدة، وقبل موافقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على التجميد. ووقفنا ضد إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية غير القانونية."
وأشار غانتس إلى أنه يريد للكيان الفلسطيني أن يكون ذا امتداد جغرافي مناسب يجعله قابلاً للحياة المريحة. وعندما ضغط المحاور على غانتس بشأن ما إذا كان الكيان الفلسطيني الذي يدعو إلى إقامته سيشكل دولة تجنب الرد على السؤال وقال: "دولة أو إمبراطورية، يسمونها كما يشاؤون. من حقهم أن يشعروا بالاستقلال، وأن تكون لهم عاصمة. نحن نريد للكيان الفلسطيني أن يكون ذا امتداد جغرافي مناسب يجعله قابلاً للحياة المريحة بلا عوائق وعراقيل. ما نطلبه بإصرار هو الأمن. نحن بحاجة إلى نقاط مراقبة استراتيجية حقيقية من أجل الأمن."
وكشف غانتس في المقابلة أنه زار كل الدول العربية بالخفاء ضمن أداء مهمات عسكرية، مضيفاً: "أرغب جداً في أن أزورها علناً بصورة رسمية، ودية وسلمية." وأضاف أنه يريد أن يكون الفلسطينيون جزءاً من مسيرة السلام، فهذه المسيرة مع العالم العربي هي فرصة كبيرة وحقيقية.
وشدّد غانتس على أن ما يسمى بـ"المحور الإيراني" في المنطقة يشكل تهديداً لإسرائيل وللدول العربية أيضاً. وأضاف: "نتمنى أن يتوصل المحور الإيراني إلى الاستنتاج اللازم من رياح السلام ويبدأ بالتغيير وإلّا سيواجه ما لا تحمد عقباه. انظر كيف تعيش سورية اليوم، أو لبنان، أو العراق، أو ليبيا، أو اليمن. هذا المحور الإيراني يتعرض للتدمير ونحن نسعى للسلام والازدهار لشعوبنا."
وشن وزراء وأعضاء كنيست من الليكود واليمين هجوماً حاداً على غانتس، ولا سيما على تصريحه بشأن وجود متسع في مدينة القدس لعاصمة فلسطينية.
وقال وزير شؤون القدس رافي بيرتس ["البيت اليهودي"] إن القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي وليست عاصمة لأي جهة أُخرى.
وقال وزير التعليم العالي زئيف إلكين [الليكود] إن لا مكان لعاصمة فلسطينية في القدس الموحدة.
وقال عضو الكنيست نير بركات [الليكود] إن القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي وعاصمة إسرائيل فقط.