على إسرائيل أن تمنح مواطَنة كاملة لكل فلسطيني من سكان القدس الشرقية يطلب الحصول عليها
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- بالتزامن مع قيام إسرائيل بضم القدس الشرقية إليها سنة 1967 اتخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً فضائحياً: الضم الكامل للأرض، لكن من دون السكان الذين يعيشون عليها. وهكذا نشأ الوضع الأبارتهايدي الذي أصبح فيه 40% من سكان عاصمة دولة إسرائيل ليسوا مواطنين في الدولة. وكانت حجة متخذي هذا القرار في حينه أن الفلسطينيين أنفسهم لا يريدون جنسية إسرائيلية كاملة، وفي حال أرادوا الحصول عليها بإمكانهم ذلك. لكن عندما يئس الفلسطينيون من العملية السياسية وأرادوا مواطنة امتنعت إسرائيل من منحهم إياها. ووضعت مصلحة السكان عراقيل كثيرة ومتنوعة أمام الذين تقدموا بطلبات الحصول على مواطنة إسرائيلية، وعملياً سدّت الطريق أمام تحويل أعداد غفيرة من الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس إلى مواطنين.
- تجاهلت مصلحة السكان، من بين أمور أُخرى، وعلى مدار سنوات طويلة، بنداً في قانون المواطنة يتيح لكل ساكن إسرائيلي في عمر 18 إلى 21 عاماً ليست لديه مواطَنة أُخرى أن يصبح مواطناً في إجراء سريع من دون إجراء اختبار في اللغة العبرية، ومن دون إعلان الولاء، أو انتظار رأي وزير الداخلية. وهذا الأسبوع، وفي إثر ضغوط من طرف المحكمة، نشرت وزارة الداخلية أخيراً الإجراء الذي يتيح إمكان الحصول على المواطَنة وفقاً لهذا البند. ويعني هذا أن نحو 20.000 فلسطيني في القدس يمكنهم الحصول على مواطَنة في إجراء سريع. ويمكن لـ7000 فلسطيني إضافيين أن يفعلوا ذلك كل سنة.
- إن تحوُّل سكان القدس الشرقية إلى مواطنين إسرائيليين هو تحدّ بالنسبة إلى مَن يؤمن بحل الدولتين، لأنه في حال تحوُّل نسبة كبيرة من سكان المدينة الشرقية إلى مواطنين لن يكون بالإمكان بعد ذلك تقسيم المدينة أو البلد بين الشعبين، وسيتحول هؤلاء، على الرغم من أنوفهم، إلى وكلاء لعملية الضم الزاحف. إن الشبان الفلسطينيين غير ملزَمين بدفع ثمن انتظار تحقُّق حل الدولتين. وهم يستحقون المساواة والحقوق الكاملة هنا، والآن.
- في كل مرة يحصل فيها فلسطيني على مواطَنة، بما يرتبط بها من حقوق سياسية وشخصية، يتقلص قليلاً الظلم الذي يعيشون جميعاً تحت وطأته. لذا يتعين على مصلحة السكان أن تعمل من دون أي عراقيل لمنح مواطَنة إسرائيلية كاملة لكل فلسطيني من سكان القدس الشرقية يطلب الحصول عليها.