أيام بومبيو الأخيرة
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- قرر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنهاء ولايته في الإدارة الأميركية بحملة تضامن مع اليمين المتطرف في إسرائيل من خلال البصق على سنوات طويلة من سياسة خارجية للولايات المتحدة قبل دونالد ترامب، وعلى قواعد القانون الدولي، وعلى العدالة.
- في الأمس بدا كأحد الزعماء المتشددين في مجلس يهودا والسامرة أكثر منه كوزير خارجية دولة عظمى. من الجيد أن هذه الزيارة على ما يبدو هي الأخيرة له إلى هنا كوزير للخارجية. ومن الجيد أن ولايته ستنتهي قريباً.
- في الصباح، وبعد اجتماعه مع رئيس الحكومة، أعلن بومبيو أن الولايات المتحدة قررت تصنيف حركة الـBDS الدولية على أنها حركة معادية للسامية، ووصفها بـ"السرطان". بذلك تبنّى وزير الخارجية الدعاية المضللة لحكومة إسرائيل، والتي تعتبر كل مَن يؤيد مقاطعة المستوطنات، أو مقاطعة إسرائيل بسبب الاحتلال، مُعادٍ للسامية.
- لسنا بحاجة إلى تأييد الـBDS ولسنا بحاجة إلى تجاهل استغلال أوساط معادية للسامية، كي نفهم أن الدعوة إلى مقاطعة احتلال غير قانوني وغير معترَف به من المجتمع الدولي هي مشروعة وغير عنيفة، وبالتأكيد ليست معادية للسامية بالضرورة. العقوبات والمقاطعات هي أدوات دولية معروفة ضد أنظمة ظالمة، وما دام هناك احتلال إسرائيلي، وطالما الشعب الفلسطيني ليس حراً، سيظهر المزيد من الدعوات إلى التعامل بهذه الطريقة مع إسرائيل.
- بعد ذلك واصل بومبيو زيارته إلى لوكاف (مصنع نبيذ) في مستوطنة "بساغوت" في منطقة شاعر بنيامين، وهناك قدموا له نبيذاً يحمل اسمه. هذا النبيذ مصنوع من كروم العنب التي نمت على أراضٍ خاصة نُهبت من أصحابها الفلسطينيين، أغلبيتهم من سكان البيرة القريبة، والمدير العام لمصنع لو كاف الذي استضاف بومبيو يسكن في قصر شيده لنفسه على أراضٍ خاصة مسروقة هي أيضاً. ليس من الصعب تخيُّل ما فكر فيه أصحاب الأراضي الفلسطينية، الذين لا يُسمح لهم بالاقتراب منها، إزاء مشهد وزير خارجية يحل ضيفاً في أراضٍ مسروقة.
- وزير الخارجية الأميركية ارتكب في الأمس الخطايا التالية: زار مستوطنات، شرب نبيذ السموم، أجاز النهب، وأعلن لاحقاً أن الولايات المتحدة ستسمح بوسم منتوجات المستوطنات بأنها من إنتاج إسرائيل. يبدو أن كل ما بقي لبومبيو أن يفعله في زيارته هذه هو الموافقة على انضمام إسرائيل إلى مجلس يهودا والسامرة.
- هذه هي الأيام الأخيرة لبومبيو، وكم هو جيد هذا الأمر.