القائمة المشتركة تبقى الإطار الأجدى بالنسبة إلى المجتمع العربي الذي لديه القوة للحفاظ على الإنجازات التي يستحقها شرعاً
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- تواجه القائمة المشتركة منذ عدة أشهر أزمة داخلية حادة تهدّد استمرار التعاون بين مركّباتها الأربعة، حداش [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة]، وراعم [القائمة العربية الموحدة]، وتعل [الحركة العربية للتغيير]، وبلد [التجمع الوطني الديمقراطي]. وبدأت الخلافات الداخلية وصراعات القوى في القائمة فور تأليف الحكومة بدءاً من التوصية ببني غانتس لتأليف الحكومة وحتى قضايا أُخرى، مثل قانون التحوّل الجنسي [الذي يجيز لمن يرغب في تحويل جنسه أن يفعل ذلك].
- وتفاقمت الخلافات في الأشهر الأخيرة عندما بدأ رئيس راعم عضو الكنيست منصور عباس بإجراء مفاوضات في مقابل الليكود وديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وهوجم عباس من طرف زملائه في الحزب وأوساط أُخرى في المجتمع العربي، بحجة أنه لا يمكن التعاون مع رئيس حكومة لا يتردّد في التحريض على الجمهور العربي، ووصف أعضاء القائمة المشتركة بأنهم مؤيدون للإرهاب، وعمل من أجل سن "قانون القومية".
- ورفض عباس النقد وادعى أن هذه السياسة ستتيح له إمكان المساهمة الفعلية في اللعبة السياسية ومراكمة إنجازات على غرار خطة مكافحة الجريمة التي وعد نتنياهو بإدراجها على طاولة الحكومة في غضون أسبوعين.
- بموازاة ذلك، وربما كخطوة مضادة، بدأ بني غانتس و"أزرق أبيض" بالدفع قدماً بحوار مباشر مع رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة بشأن نيتهم تجميد قانون كمينتس [قانون مكافحة البناء غير المرخص في المجتمع العربي] الذي ينطوي على تداعيات كبيرة وخطرة بالنسبة إلى البلدات العربية.
- لا شك في أن ما يقوم به نتنياهو الذي يعمل فقط بدافع الحفاظ على بقائه السياسي، وما يقوم به غانتس الذي فضّل في اللحظات الحاسمة أن يأتلف مع متهم جنائي على أن يقيم ائتلافاً يستند إلى العرب، هو بمثابة مهزلة صارخة. ويدور الحديث عن إجراءات كان يتعين على الحكومة أن تتخذها من أجل مواطنيها العرب من دون علاقة مع الضائقة السياسية لقادة الليكود و"أزرق أبيض".
- ومع ذلك لا يجوز لطموح عباس أن يحظى بقوة سياسية ذات نفوذ من جهة، والمطالب العادلة للمجتمع العربي من جهة أُخرى، أن تُنسي ممثلي هذا المجتمع هوية الذين يتعاملون معهم. يكفي رؤية ماذا فعل نتنياهو لقائمة رؤساء هيئة الأركان العامة المشتركة ["أزرق أبيض"] كي يتم الفهم أن الحديث يدور حول خصم سياسي خطر وخبير في سياسة فرّق تسد.
- إن من يرغب في الانتقال من هامش الملعب السياسي إلى مركزه قد يجد نفسه خارج اللعبة تماماً. وتعلمنا التجربة أن الإطار الأجدى بالنسبة إلى المجتمع العربي الذي لديه القوة للحفاظ على الإنجازات التي يستحقها شرعاً هو إطار القائمة المشتركة.