مَن يهمه بقاء 74 شخصاً من خربة حمصة من دون سقف؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • حجم الهدم الذي قامت به الإدارة المدنية في قرية تجمّع للرعاة الفلسطينيين، خربة حُمصة في غور الأردن، في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، كان واسعاً إلى حد أن وفداً كبيراً من ممثلي السلك الدبلوماسي ذهب كي يشاهد بعينيه مشهد الهدم. القرية موجودة في مكان أعلنته إسرائيل منطقة نيران [منطقة تخصصها الدولة للجيش الإسرائيلي كي يتدرب فيها على إطلاق النار].
  • بالنسبة إلى عدد المتضررين الذين خسروا بيوتهم في هذه العملية فإنها تُعتبر أكبر عملية هدم منذ سنة 2010: 11 عائلة، 74 شخصاً، بينهم 41 طفلاً. من ناحية عدد المباني التي هُدمت دفعة واحدة هذه أكبر عملية منذ سنة 2016. عشرات المباني السكنية، وحظائر للماشية، وأحواض مياه وري، وألواح شمسية - كلها هدمتها قوات الإدارة المدنية.
  • نُفّذت عملية الهدم أمام أعين عشرات الأولاد الخائفين، الذين تعودوا منذ ولادتهم على حرمانهم من الحصول على ما يحصل عليه أبناء جيلهم الذين يسكنون على بعد كيلومترات قليلة عنهم. كما في حالة أولاد مستوطنة روعي في الغور، أو أولاد البؤر الاستيطانية للرعاة اليهود التي ظهرت بصورة خاصة في العقد الأخير، وتنمو على الرغم من أوامر الهدم الصادرة ضدها.
  • العائلات في حُمصة مثل عشرات التجمعات الفلسطينية الأُخرى في المنطقة، ممنوع عليها استخدام الأماكن الواسعة في غور الأردن - الجزء الكبير منها هو أراض ذات ملكية خاصة - بما يتلاءم مع حياة السكان وحاجاتهم المعيشية. ممنوع على هذه التجمعات أن ترتبط بشبكة الكهرباء والمياه والاستفادة من الطرق المؤدية إليها. لا يحق لهذه العائلات أن تحلم بمنزل دائم من دون تهديدات يومية بهدمه أو إخلائه. ممنوع على السلطات الفلسطينية تطوير المنطقة بما يتلاءم مع الزيادة السكانية والمنطق التخطيطي.
  • هذا التمييز الواضح يجري وفقاً للقانون. الناطقة بلسان منسق الأنشطة في المناطق تحاول أن تثبت أن التمييز قانوني: "هُدمت 7 خيم و8 منازل أقيمت بصورة غير قانونية في منطقة نيران... جرى ذلك وفق الصلاحيات والإجراءات، وخضوعاً لاعتبارات عملانية." لكن القانون هو من صنع الإنسان، وبمساعدة طواقم عسكرية فإن هدفه تطبيق سياسة لم تتغير منذ سنة 1967: حشر الفلسطينيين في جيوب منفصلة، من دون أراضي احتياطية، وتشكيل الحيز في الضفة الغربية بحيث يكون في معظمه متاحاً لمستوطنات يهودية. مناطق النيران التي يُستخدم جزء صغير منها للتدريبات، هي إحدى الوسائل التي ثبُت جدواها لإبعاد الفلسطينيين عن مناطق استُخدمت في الزراعة، وعن مساكن موسمية تطورت بالتدريج إلى مساكن دائمة.
  • هذا الضرر الإنساني الجسيم أصبح ممكناً بسبب اللامبالاة العامة في إسرائيل، وبسبب عدم فعالية الانتقادات الدولية. قدرة صمود التجمعات الفلسطينية مدهشة، لكنها تُسحق. هذه وصمة عار أخلاقية على جبين دولة إسرائيل.