نأمل بأن تولّد الاتفاقات مع الإمارات علاقات ودية حقيقية بين الشعبين
تاريخ المقال
المصدر
- اتفاق السلام مع الإمارات والاتفاقات الإضافية مع مناطق التجارة الحرة في دُبي تفتح فرصاً اقتصادية هائلة أمام دولة إسرائيل. نأمل بأن تولد أيضاً علاقات صداقة حقيقية بين الشعبين.
- مؤخراً استبشرت دولتنا بسلسلة اتفاقات سلام مع دول أجنبية لم توقّع اتفاقات سلام معها منذ نشوء دولة إسرائيل، أو حتى كانت معادية علناً لإسرائيل، مثل السودان. لا أحد يقلل من الأهمية السياسية البعيدة الأمد لهذه الاتفاقات. هذه بشارة سلام حقيقية سيتعمق تأثيرها ويتسع، ويخلّص إسرائيل من وضع حصار تقريباً جيو - سياسي من الجهة الشرقية للدولة.
- لكن بالإضافة إلى البعد السياسي، فإن الجانب الاقتصادي أيضاً مهم جداً؛ ويمكن أن نشعر بحماسة قطاع الأعمال عندنا. هل هذه الاتفاقات ستفتح أمام إسرائيل أفقاً اقتصادياً متعدد الأهمية؟ نعم لأنه في نهاية الأمر، لدولة إسرائيل اتفاقات تجارة حرة مع أغنى الدول في العالم: اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، واتفاق التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي.
- يمكن القول اليوم، أنه بعد إقامة الصين والهند أيضاً علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل أكثر من 20 عاماً، بات العالم كله مفتوحاً أمام التجارة والاستيراد والاستثمارات المتبادلة. إذا كان الأمر كذلك، ما هي الأهمية الخاصة لاتفاقات السلام بيننا وبين دولة مثل الإمارات التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، أو مع البحرين؟
- اتفاق السلام مع الإمارات والاتفاقات الإضافية مع مناطق التجارة الحرة في دُبي، في المطار والمرفأ، تفتح ثلاث حلقات نشاطات ذات أهمية كبيرة: الحلقة الأولى هي الإمارات نفسها. تملك هذه الدولة قدرة شرائية كبيرة، ويبلغ حجم استيرادها 240 مليار دولار، تقريباً ما يوازي ضعفي ونصف ضعف الاستيراد الإسرائيلي الذي يقارب 107 مليارات دولار.
- الحلقة الثانية هي دول الخليج التي نستطيع الوصول إليها عن طريق الإمارات ومناطق التجارة الحرة هناك. المقصود دول مثل قطر، والكويت، والسعودية التي يبلغ عدد سكانها 50 مليون نسمة. وهذه بحد ذاتها تشكل سوقاً كبيرة.
- الحلقة الثالثة هي دول مثل شرق أفريقيا وجنوب - شرق آسيا، وحتى الهند والصين. بواسطة مناطق التجارة الحرة المتطورة جداً في دبي، وهي أيضاً مرفأ بحري ومطار كبير من أكثر الأماكن المقصودة في العالم. سنحظى بجسر نستطيع بواسطته الوصول إلى دول في الحلقة الثالثة. الإمكانات كبيرة ومذهلة وهي بالتأكيد ستساهم في تحسين حقيقي للاقتصاد الإسرائيلي. لدينا الكثير كي نقترحه ولديهم مصالح في التطويرات المتقدمة لإسرائيل:
- مناطق التجارة الحرة هذه تزودنا بمجموعة خدمات لوجستية ومالية، وحتى بإمكان بناء خطوط إنتاج. هذا هو سبب عمل جزء من الشركات الكبرى في العالم هناك. رجال الأعمال في إسرائيل يستطيعون أن يقيموا في هذه المناطق الحرة شركات فرعية إسرائيلية بملكية إسرائيلية كاملة أو بالشراكة مع شركات من دول أجنبية.
- ميزة أُخرى لمناطق التجارة الحرة هذه هي الإعفاء الضريبي. في إمكان شركات إسرائيلية تطوير العمل في فروع لها ممتدة إلى الإمارات، أو إلى دول الخليج، وإلى منطقة تقريباً غير محدودة في أفريقيا وآسيا.
- بالإضافة إلى التصدير الإسرائيلي المطلوب، مثل وسائل قتالية وخدمات سيبرانية، لدى إسرائيل ابتكارات متقدمة لها فائدة كبيرة للإمارات وأيضاً لجيرانها، مثل تحلية المياه؛ استخدام ناجع لشبكة المياه وتكريرها؛ تطوير الطاقة الشمسية البديلة من استخدام النفط الخام ومشتقاته؛ زراعة صحراوية متطورة بأوسع معانيها؛ تنمية الزراعات الصحراوية؛ زراعة الطحالب؛ برك الأسماك؛ وطبعاً كل هذا بمساعدة تكنولوجيا المياه.
- بالإضافة إلى ذلك، يوجد في دول الخليج طلب كبير على المواد الغذائية، والكيميائية، والمنتوجات البلاستيكية، والمعدات الطبية، والخدمات الطبية، والأمن الداخلي، وأيضاً خدمات التخطيط والأبحاث والتنمية، وتملك إسرائيل قدرات مؤكدة ومحترمة في العالم كله. هذه فرص اقتصادية كبيرة، ومع تأسيس خطوط طيران بين البلدين ستتطور سوق كبيرة جديدة.
- لكن ليس مجال التصدير فقط يمكن أن يشهد زخماً كبيراً، سيكون هناك زخم أيضاً في الاتجاه المعاكس من خلال تصدير الإمارات إلى إسرائيل منتوجات نفطية، وغذائية، ومجوهرات وأحجار كريمة، وخدمات سياحية. كما أن المجال مفتوح أيضاً في مجال الاستثمارات المتبادلة. لدى الإمارات صندوق للاستثمار بنحو 1.3 مليار دولار، مثل الصين الكبيرة، هي معنية بالاستثمار في التكنولوجيا المتطورة في إسرائيل.
- نأمل كثيراً بأن تولّد هذه الإمكانات الاقتصادية، بالإضافة إلى اتفاقات السلام، علاقات ودية حقيقية بين شعبي البلدين.