متى يسكت نتنياهو
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لم يدِن في الأمس مشاركة 2000 من الحسيديم [طائفة من المتدينين الحريديم] في جنازة كبير الحاخامين من بطرسبورغ في أشدود؛ وهو لم يدِن حقيقة أن الحسيديم تشاجروا مع قوات الشرطة خلال الجنازة، كما لم يدِن حقيقة رفض مئات الحسيديم إخلاء المكان. لم يتطرق نتنياهو إلى ذلك على الرغم من أن الشرطة أقامت حواجز لتفريق الحسيديم إلى زمر، وقد وصل المئات منهم بصورة لم تسمح بالمحافظة على التباعد الاجتماعي؛ ولم يتطرق إلى حقيقة إعطائه الموافقة على إقامة مثل هذه الجنازة الجماعية في أثناء إغلاق مفروض بإحكام على بقية المواطنين.
  • نتنياهو لم يدِن حقيقة أن وزيرة في حكومته، غيلا غمليئيل، أُصيبت بالكورونا وحاولت التهرب من التحقيق الوبائي في وزارة الصحة؛ ولم يدِن محاولتها تضليل محققي وزارة الصحة عندما قالت لهم إنها أُصيبت بالعدوى من سائقها؛ هو لم يطالب باستقالتها لأنها، بخلاف الأوامر التي تمنع الانتقال من مدينة إلى أُخرى، انتقلت خلال الإغلاق من تل أبيب إلى طبرية، وصلّت في داخل مبنى الكنيست.
  • يتعرض مواطنو إسرائيل يومياً لهذه الازدواجية: رئيس الحكومة الذي يحرّض بصورة عنيفة وغير مسؤولة ضد المتظاهرين، ويحاول التضييق أكثر فأكثر على خطوات الإسرائيليين، كفرض أمور دراماتيكية، مثل عدم الابتعاد مسافة 200 متر عن المنزل، وإغلاق الأعمال الصغيرة، ووقف نظام التعليم لفترة طويلة، لكنه في المقابل يسمح لآلاف الحريديم بالاستخفاف بقيود الإغلاق، والتباعد الاجتماعي، والانتهاك بصورة صارخة القواعد التي يلتزم بها كل مواطن، والآن يسمح لوزيرة في حكومته بالبقاء في منصبها على الرغم من أنها كذبت على سلطات الدولة المسؤولة عن صحة الجمهور.
  • مرة أُخرى ينكشف نتنياهو في كامل ضعفه كزعيم في وقت الأزمة. هو محاصَر سياسياً من قبل الحريديم الذين من دونهم سيضطر إلى التخلي عن كرسي رئيس الحكومة، لذلك هو غير قادر على أن يفرض عليهم الانصياع للقواعد، وهو معتمد على مستشاريه المقربين، الذين يشكل جزء منهم ذراعه في التحريض الرقمي ضد خصومه السياسيين، وهو يجد صعوبة في الطلب من وزيرة مثل غمليئيل الاستقالة، إذ كيف يمكن أن يطلب منها هذا بينما هو نفسه يرفض القيام بذلك على الرغم من وجود ثلاثة اتهامات موجهة ضده.

مواطنو إسرائيل يرزحون تحت إغلاق يمس بمورد رزقهم وحقوقهم الأكثر أساسية نتيجة وباء عالمي. في إحدى أكثر الفترات صعوبة في حياة الدولة، هم يستحقون زعيماً يمكنهم أن يثقوا به، وزعامة تكون قراراتها موضوعية غير مرتبطة بمصالح سياسية ضيقة. نتنياهو وحكومته لا يستوفيان هذه المعايير.