قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن حزب الله يمتلك مستودعاً سرياً للأسلحة بالقرب من مطار بيروت الدولي، وحذّر من وقوع انفجار كارثي آخر على غرار الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت يوم 4 آب/أغسطس الفائت، ودعا الشعب اللبناني إلى الاحتجاج ضد الحزب ورعاته الإيرانيين.
وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق كلمة مسجلة تم بثها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس (الثلاثاء) استهلها بالإشارة إلى موقع الانفجار في مرفأ بيروت قائلاً: "وقع الانفجار هنا. الآن هنا المكان الذي يمكن أن يحدث فيه الانفجار المقبل. هذا هو حي 'الجناح' في بيروت. إنه بجوار المطار الدولي مباشرة. وهنا يحتفظ حزب الله بمستودع أسلحة سري متاخم لشركة غاز. إنه جزء لا يتجزأ من مساكن المدنيين."
وشرع نتنياهو في عرض صور لمدخل المنشأة التي ذكر أنها مصنع صواريخ تابع لحزب الله. وقال: "أقول لأهل حي ’الجناح’ عليكم أن تتصرفوا الآن. عليكم الاحتجاج على هذا الأمر. لأنه إذا انفجر هذا الشيء، ستكون هذه مأساة أُخرى. وأقول لأهل لبنان إن إسرائيل لا تريد إلحاق الأذى بكم، لكن إيران تفعل ذلك. تعمدت إيران وحزب الله تعريضكم أنتم وعائلاتكم لخطر داهم. وما يجب أن توضحوه هو أن ما فعلوه غير مقبول. يجب أن تقولوا لهم ذلك، وأن تقوموا بهدم هذه المستودعات. يجب على المجتمع الدولي أن يصر على أن يكف حزب الله عن استخدام لبنان والمدنيين اللبنانيين كدروع بشرية."
وأصدر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق مزيداً من المعلومات عن موقعين إضافيين في بيروت زعم أن حزب الله استخدمهما لتصنيع أجزاء للصواريخ دقيقة التوجيه. وأحد الموقعين عبارة عن منشأة تحت الأرض تم بناؤها تحت 4 مبان سكنية من 7 طبقات تعيش فيها 70 عائلة، شرقي مطار بيروت الدولي، وتقع بجوارها كنيسة ومركز طبي، وتقع المنشأة الثانية تحت مجمع من 5 عمارات سكنية يسكن فيها نحو 50 عائلة وتقع على بعد نحو 90 متراً من مسجد.
من ناحية أُخرى هاجم نتنياهو إيران بسبب عدوانها الإقليمي المستمر وخططها لامتلاك أسلحة نووية. وأشار إلى أنها تنتهك القيود المفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي المبرم معها سنة 2015، وبالتالي ستكون قد أنتجت ما يكفي من اليورانيوم المخصب لقنبلتين نوويتين في غضون أشهر قليلة.
وقال نتنياهو: "تعمل إيران على جيل جديد من أجهزة الطرد المركزية يطلق عليه IR9 وسيضاعف قدرة التخصيب الإيرانية خمسين مرة. ليس هناك شك في أن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية."
وكرّر نتنياهو أن الاتفاق النووي لم يحدّ من العدوان الإيراني بل غذّاه وموّله. وشكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على انسحابه من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات المشددة على إيران، وأشار إلى أن هذه الإدارة حاولت إقناع مجلس الأمن الدولي بتمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران، إلّا إن الخطوة فشلت في كسب دعم أعضاء المجلس الآخرين.
كما تطرق نتنياهو إلى اتفاقيْ السلام اللذين وقّعهما مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين في البيت الأبيض يوم 15 أيلول/سبتمبر الحالي. وقال: "كانت هذه أول معاهدة سلام بين إسرائيل ودولة عربية منذ أكثر من ربع قرن. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توقيع اتفاقيات سلام بين إسرائيل ودولتين عربيتين في نفس اليوم. سيجلب هذان الاتفاقان الجديدان لشعوبنا نعمة السلام والفوائد الهائلة التي تأتي مع المزيد من التجارة والاستثمار والتبادل التجاري والنقل والسياحة وزيادة التعاون في العديد من المجالات الأُخرى. كما أنني لا أشك في أن المزيد من الدول العربية والإسلامية سينضم إلى دائرة السلام قريباً جداً."
وقال نتنياهو إن اتفاقيْ السلام مع الإمارات والبحرين جاءا نتيجة انفصال واضح عن استراتيجيات الماضي الفاشلة، وأشار إلى أن الفلسطينيين استخدموا لفترة طويلة جداً حق النقض إزاء السلام بين إسرائيل والعالم العربي الأوسع، وعلى مدى عقود كان التقدم في عملية السلام رهينة مطالب فلسطينية غير واقعية على الإطلاق تشمل انسحاباً إسرائيلياً إلى خطوط 1967 وإجلاء آلاف المستوطنين فيما يُعتبر ارتكاب تطهير عرقي فعلياً.
وأكد نتنياهو أن نهج إدارة ترامب لحل النزاع راسخ في الواقع، وأشاد باعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل وبالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان وخطتها للسلام ["صفقة القرن"]. وأعرب عن اعتقاده أن دائرة السلام الآخذة بالاتساع ستجعل احتمال التوصل إلى اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين مرجحاً أكثر.
ورداً على خطاب نتنياهو هذا، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب ألقاه الليلة الماضية إن الحزب دعا ممثلي وسائل الإعلام إلى زيارة المكان الذي ذكره رئيس الحكومة الإسرائيلية بهدف كشف كذب هذا الأخير على الهواء مباشرةً.