حفل التوقيع على اتفاق التطبيع يمكن أن يتحول إلى حقل ألغام سياسي
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- نشرت صحيفة النيويورك تايمز في الأسبوع الماضي خبراً مثيراً كان من المفترض نظرياً ان يثير عاصفة لكنه هُمش بسبب موجة الفضائح التي يثيرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. بالاستناد إلى الصحيفة، نائب المدعي العام السابق، رود روزنشتاين، قلص في السنة الماضية التحقيق الذي كان يقوم به المحقق الخاص روبرت مولر في قضية التدخل الروسي في موضوعات جنائية واضحة، ومنع عملاء الـ"أف. بي. آي" الذين استخدمهم مولر من التعمق في علاقات ترامب مع من اعتبره "جهات أجنبية ومعادية".
- الإعلان عن تقييد تحقيق مولر في انتخابات 2016 يترابط جيداً مع إعلان رئيس استخبارات الأمن القومي جون راتكليف، أن أجهزة الاستخبارات ستتوقف عن تبليغ الكونغرس بمحاولات دول أجنبية التدخل في انتخابات 2020. التفسير السائد هو أن توجيهات روزنشتاين، الذي في هذه الأثناء استقال من منصبه، جعلت من الصعب على مولر جمع أدلة تدعم اتهام ترامب بتعاون محظور مع موسكو، الأمر الذي أدى أيضاً إلى فشل جهود الديمقراطيين في الكونغرس لتنحيته. إعلان راتكليف هدفه اخفاء احتمال عودة ترامب إلى ساحة الجريمة وحصوله على مساعدة مشابهة من الروس الآن أيضاً.
- روسيا ليست الدولة الوحيدة التي يلحظها تقرير مولر. وفلاديمير بوتين ليس الزعيم الأجنبي الوحيد المذكور اسمه علناً في التقرير. الزعيم الثاني هو ولي العهد في دولة الإمارات المتحدة وإشبين في احتفال التطبيع مع إسرائيل، محمد بن زايد. بالاستناد إلى التقرير، مندوبو بن زايد – وعلى رأسهم جورج نادر، رجل أعمال أميركي- لبناني جرى وصفه سابقاً في وسائل إعلام عربية بأنه عميل للموساد، أدار في 2016 صندوقاً مالياً إماراتياً حصل على استثمارات ضخمة من صناديق مناظرة تابعة للكرملين – كانوا على علاقة وثيقة مع مقربين من ترامب في الحملة الرئاسية قبل 4 سنوات، ونظموا لقاءات مع مبعوثين عن بوتين، ولعبوا فيها دوراً فاعلاَ.
- معظم التفاصيل التي تتناول دور الإماراتيين في القضية الروسية منعت من النشر في التقرير النهائي لمولر. لكن اسم بن زايد كلاعب مركزي في القصة بقي في مكانه. وثمة شكوك أن مندوبين عن ولي العهد مولوا على الأقل جزءاً من العمليات الروسية المحظورة وساهموا مباشرة في حملة ترامب.
- على أي حال، لا خلاف بشأن العلاقة الشخصية والتجارية العميقة بين زعماء دولة الإمارات المتحدة وبين صهر الرئيس جاريد كوشنير، الصانع الأساسي لاتفاق التطبيع. الصناديق التي يديرها مقربون من الحكم في الإمارات وظفت خلال سنوات مليارات الدولارات في شركات كوشنير وساعدته على التخلص من دين كبير يقدّر بـ1.4 مليار دولار كان يجب أن يعيده في السنة الماضية.
- ثمة شك في أن تسوية العلاقات مع إسرائيل التي جرى التعبير عنها هذا الأسبوع في الرحلة التي قام بها كوشنير والوفدان من أميركا وإسرائيل إلى أبو ظبي، كان يمكن أن ترى النور لولا العلاقة العميقة بين كوشنير والإمارات.
- على افتراض أن الزعامة الإماراتية لن ترتدع في اللحظة الأخيرة ولن تراكم عراقيل أمام نسخة اتفاق التطبيع، فإن العملية كلها ستصل إلى ذروتها في الاحتفال الذي سيقام في البيت الأبيض الذي من المتوقع أن يجري في غضون أسبوعين. الإماراتيون سيكونون في مركز الصدارة في الاحتفال، وسينالون ثناء كبيراً على شجاعتهم في كسر دائرة العداء العربي ضد إسرائيل، وعلى أفق رؤيتهم المتمثل بإقامة حلف استراتيجي ثلاثي مع إسرائيل والولايات المتحدة، والذي يحمل إمكانية هائلة للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي. بالنسبة إلى البيت الأبيض الهدف الأساسي للمناسبة ليس الاحتفال بالتطورات التاريخية في الشرق الأوسط، بل توفير منصة ومضمون للمعركة الانتخابية لترامب.