العراق يرسل إشارات إلى الغرب. وربما أيضاً إلى إسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • انتبهوا إلى برنامج الرحلات المكتظ لرئيس الحكومة العراقية الجديد الذي انتُخب في أيار/مايو، مصطفى الكاظمي. في الشهر الماضي قفز إلى طهران واجتمع بالمرشد الروحي الذي يقرر كل شيء، علي خامنئي، وبرئيس الجمهورية حسن روحاني - الذي حذره، بكلمات حادة، من الرئيس دونالد ترامب، ومن الجنرالات الأميركيين. بعد مرور أسبوع، صعد مجدداً إلى الطائرة وهبط في البيت الأبيض، عند ترامب، والاجتماع بينهما طال، وطُلب من الكاظمي تمديد زيارته يوماً آخر للاجتماع بأعضاء كونغرس ديمقراطيين. هو ترك انطباعاً جيداً، وسارع ترامب إلى إعطائه وصف "الشاب الذكي". في الأسبوع المقبل، سيحط في عمّان للاجتماع بالملك عبد الله، وبالرئيس المصري السيسي، وبعد أيام قليلة من ذلك يخطَّط له اجتماع مهم للغاية بالملك سلمان ونجله ولي العهد في العاصمة السعودية الرياض.
  • بحسب كل الآراء، الكاظمي هو شخصية فريدة بين الزعماء العرب: عمره 53 سنة، غادر بلاده في فترة حكم صدام حسين وأقام علاقات بمنظمات معارِضة، وبمسؤولين كبار في الولايات المتحدة. تبين بسرعة أنه نشيط وذكي، وبدأ ضباط أميركيون برعايته بهدوء. خلال سنواته في المنفى عمل صحافياً في "الميدل إيست مونيتور" التي يعمل فيها صحافيون إسرائيليون. عندما عاد إلى العراق، عُيّن رئيساً لجهاز الاستخبارات، إلى أن عُيّن مؤخراً رئيساً للحكومة. وعلى الرغم من أنه لا ينتمي إلى إحدى العائلات الكبيرة، وقف عملاء استخبارات أميركيون وراءه من وراء الكواليس، كي لا يعقّدوا أموره مع الإيرانيين.
  • الآن، وبعد أن أنهى زيارته الأولى إلى طهران، لم يحصل من ترامب فقط على وعود بمساعدة اقتصادية، بل أيضاً على تقرير واسع عن الخطوات التي تجري بين الإمارات وإسرائيل. البيت الأبيض لم يدعه إلى الانضمام الآن: يتعين على العراق قبل كل شيء إيجاد سبيل للتخلص من عملاء الحرس الثوري الإيرانيين. لكن يجب أن ننتبه، الكاظمي يؤيد موقف الإمارات، ومن المتوقع أن يحط قريباً في أبو ظبي أيضاً.
  • العراق في عهده يبعث بإشارات واضحة إلى الغرب: هو لا يدعو إلى خروج القوات الأميركية، ولا يقف ضد اتفاقات التطبيع مع إسرائيل. لكن في العراق كما دائماً في العراق، رصاصة واحدة تستطيع أن تقضي على كل الخطط.
  • من السهل جداً التكهن بأن الكاظمي يعرف مسؤولين إسرائيليين كباراً من خلال منصبه السابق كرئيس للاستخبارات. ويمكن التكهن أيضاً بأنه سيُطلب سماع رأيه في الموضوع الإسرائيلي في اجتماعاته في عمان والرياض. قد يكون هناك تصريحات اقتصادية وخطط تعاون، لكن الموضوع الإسرائيلي الذي لا يزال يستفز كبار المسؤولين الإيرانيين مطروح في مكان بارز على الطاولة.
  • لذلك يتعين على الكاظمي أن يخاف على حياته أكثر. في الشهر الماضي أطلق عناصر الحرس الثوري النار على رجل أمن عراقي رفيع المستوى لدى خروجه من منزله في بغداد، هاشم الهاشمي، وهو صديق مقرب من الكاظمي. كانت هذه إشارة واضحة من طهران: لا تتذاكى. الكاميرات أظهرت أربعة مقنعين يقتربون من سيارة الهاشمي، ويفتحون عليه النار ويهربون. وبحسب التقارير، رئيس الحكومة العراقية محاط جيداً بحزام كثيف من حراس عراقيين وأميركيين.
  • الكاظمي يوضح في محادثاته بأن ليس لديه مشكلة في تحسين العلاقات مع إسرائيل. لكن في الجانب الإسرائيلي تحديداً يجب أن نخفف من الحماسة: لن يحدث شيء ما دام الحرس الثوري يواصل إظهار وجود يقظ في العراق. مع ذلك هناك مادة يجب التفكير فيها: كيف أن العالم المسلم السني يبدأ بتوحيد صفوفه في مواجهة واقع لم نعرفه من قبل. دفعة واحدة، إسرائيل لم تعد العدو.

 

 

المزيد ضمن العدد 3384