قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لم تتنازل عن مخططها الرامي إلى ضم مناطق من يهودا والسامرة [الضفة الغربية] إلى إسرائيل، وأكد أنه لم يُخيّر بين اتفاق السلام مع الإمارات العربية المتحدة ومخطط الضم، وشدّد على أن تنفيذ هذا المخطط سيتم بدعم أميركي.
وأضاف نتنياهو في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] أمس (الأحد)، أن تنفيذ مخطط الضم سيظل حاضراً بقوة في أجندة حكومته وأجندة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأشار إلى أن تأجيل تنفيذ المخطط جاء استجابة لرغبة أميركية، مؤكداً أن الاتفاق مع الإمارات لن يؤثر في هذا السياق بتاتاً.
وقال نتنياهو: "إن مخطط فرض السيادة [الضم] سيبقى مدرجاً في جدول أعمالنا، كنت أنا مَن دفع قدماً نحو إدراجه في الخطة الأميركية والحصول على موافقة أميركية في هذا الشأن. إننا سنفرض السيادة بموافقة أميركية. لا يعني ذلك أنني خُيرت بين السلام مع الإمارات أو السيادة. لقد طلب الأميركيون تعليق مخطط فرض السيادة، لكن لم يتم حذفه من خطة ترامب."
وأشار رئيس الحكومة إلى أنه تلقى شروحاً من إدارة ترامب بشأن الطلب الأميركي تأجيل مخطط الضم، وشدد على أن المصطلح الذي استخدمته الإدارة الأميركية يتعلق بتأجيل موقت لتنفيذ المخطط ولم يُشر على الإطلاق إلى إلغائه. وأضاف: "مخطط فرض السيادة لن ينفَّذ إلّا بدعم أميركي، إذا نفذناه بمعزل عن الإدارة الأميركية، فمن شأن ذلك أن يلحق ضرراً بالغاً بالاستيطان وبدولة إسرائيل في المحافل الدولية، وسيؤدي إلى اتخاذ قرارات قاسية ضد إسرائيل. أنا مَن تعهد توقيع اتفاقيات مع دول عربية من موقع القوة، ومن دون تقديم تنازلات، وأنا مَن تعهد فرض السيادة وطرح هذه المسألة، ومثلما نجحت في التوصل إلى اتفاق مع الإمارات، سأنفّذ مخطط فرض السيادة. قلت في السابق إن المصالحة مع العالم العربي تسبق أي اتفاق مع الفلسطينيين، ولا يجب أن نوجه أعيننا صوب القدس ورام الله فحسب، وإنما صوب القاهرة وعمّان والرياض وأبو ظبي."
وقال نتنياهو إنه يتوقع انضمام دول عربية أُخرى إلى دائرة السلام قريباً. وأضاف: "أثبتنا مرة أُخرى حقيقة بسيطة، فحواها أن القوة تقرّب السلام والضعف يبعده. منذ سنوات وأنا أدفع نحو تعزيز نقاط القوة لإسرائيل، وأيضاً فكرة ‹السلام في مقابل السلام›، وأقوم بهذا مع زعماء من العالمين العربي والإسلامي. هذا السلام تم التوصل إليه ليس لأن إسرائيل أضعفت نفسها من خلال الانسحاب إلى خطوط 1967، وإنما بعد أن زادت من قوتها من خلال تنمية اقتصاد حر، وتنمية قوة عسكرية وتكنولوجية، وعن طريق دمج كل هذا بهدف التوصل إلى قوة تأثير دولية غير مسبوقة."
وأضاف: "إن هذه الفكرة تتناقض تماماً مع الفكرة التي كانت سائدة حتى قبل أيام قليلة، وفحواها أنه لا توجد دولة توافق على سلام رسمي ومنفتح مع إسرائيل قبل إنهاء النزاع مع الفلسطينيين، ووفقاً لطريقة الفلسطينيين وطرق كثيرين في العالم وافقوا عليها معهم، لا يمكن تحقيق هذا السلام من دون الرضوخ لطلبات الفلسطينيين التي تشمل اقتلاع مستوطنات وتقسيم القدس والانسحاب إلى خطوط 1967. وربما كان الخطر الحقيقي في نظري أن قلة من الإسرائيليين وافقت على هذه الشروط. ومنذ الآن لم يعد طريق السلام من خلال انسحابات وضعف موجوداً، واستُبدل بطريق أُخرى: سلام في مقابل سلام، سلام من منطلق القوة، وهذا ما سنقوم بتعزيزه."