ارتباك حزب الله والضرر الذي سببه ترامب لإسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • يمكن من الآن الإشارة إلى حقيقتين: الأولى - انفجار المخزن الذي كان يحتوي على 2750 طناً من الأمونيوم هو نتيجة حادثة وليس انفجاراً مدبراً ومقصوداً... الحقيقة الثانية، هي أن لا علاقة لإسرائيل بالكارثة بأي صورة من الصور. هذه الحقيقة لا تعتمد فقط على التصريحات العلنية لرئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الدولة، بل أيضاً على أسلوب عمل إسرائيل في عملياتها السرية والعلنية
  • في إطار المعركة بين الحروب التي يخوضها الجيش الإسرائيلي، وأيضاً في عمليات الموساد، هناك دائماً حرص كبير على منع إلحاق الأذى بالبيئة، وفي الأساس بالمدنيين الذين لا علاقة لهم. وفي معظم عملياتها تحاول إسرائيل على عدم مهاجمة نشطاء إيرانيين أو نشطاء تنظيمات فلسطينية وتذهب إلى تدمير منشآت أو مخازن للسلاح.
  • السبب هو أن الخسائر البشرية وإلحاق الضرر بالنشاط المدني يخلقان حافزاً للانتقام يمكن أن يؤدي إلى تصعيد، وإسرائيل كمبدأ استراتيجي ليست معنية بالتصعيد.
  • صحيح أن من مصلحة إسرائيل ضرب مخازن سلاح وورش تحسين دقّة صواريخ حزب الله في لبنان، لكن في مرفأ بيروت حيث توجد أطراف أجنبية كثيرة، بحسب المعلومات التي لدي، لا يوجد مثل هذه المنشآت للحزب، وحتى لو وُجدت، وأيضاً تدميرها لا ينفّذ بواسطة إشعال حريق.
  • من الممكن الافتراض أن مواطني لبنان سيتعافون من الصدمة، لكن ليس من المتوقع أن يغير ذلك الوضع في بلدهم بصورة جوهرية، والذي كان يائساً قبل الكارثة. سكان بيروت الذين سيكونون مشغولين حالياً في إيجاد حل لمساكنهم وإنقاذ ما تبقى من أملاكهم، لن يكون لديهم لأسابيع طويلة الوقت للتظاهر ضد الحكومة.
  • بصورة مفاجئة، من المحتمل جداً أن تحسّن الكارثة الوضع الاقتصادي في لبنان، لأن البنك الدولي ودولاً أجنبية وعلى رأسها فرنسا تعهدت بتقديم المساعدة له، لكنهم امتنعوا حتى الآن بسبب العقوبات الأميركية، وبسبب الادعاء أن الحكومة فاسدة ولا تعمل كما يجب ويسيطر عليها حزب الله. من المعقول الافتراض أنه بعد الكارثة ستوافق الدول المانحة بقيادة فرنسا على المساعدة التي طلبها لبنان ووعد بها الرئيس الفرنسي، والمقصود 11 مليار دولار.
  • الأميركيون الذين عارضوا أن يقدم صندوق النقد الدولي مساعدة إلى لبنان، ربما سيتخلّون عن معارضتهم بعد الكارثة. إذا حدث ذلك، ومن المعقول أن يحدث، فإن هذا سينقذ لبنان من الإفلاس الاقتصادي الذي يعانيه حالياً، ويسمح له بالحصول على عملة أجنبية يستورد بها أموراً أُخرى. للمفارقة، من المحتمل بعد الكارثة أن يختار لبنان التقرب مجدداً من الغرب والانفصال إلى حد ما عن التأثير الإيراني، لأن حزب الله لا يستطيع معارضة الحصول على مساعدة غربية.
  • سيحرص حزب الله بعد الكارثة على أن يثبت أنه "درع لبنان"، وسيستخدم كل القدرات الطبية والتنظيمية لديه، والتي راكمها لمواجهة حرب مع إسرائيل، لتقديم مساعدة فورية طبية لوجستية وحتى اقتصادية للمصابين. في وضع كهذا، حيث لا يزال لبنان مصدوماً ويعمل على مداواة جراحه، من المعقول الافتراض أن يصل الحزب وزعيمه إلى الاستنتاج أن هذا ليس هو الوقت لصدام مع إسرائيل من خلال عملية انتقامية أعد لها رداً على مقتل أحد ناشطيه في سورية.
  • صحيح أن لبنان خاضع لسيطرة حزب الله، لكن الطائفة الشيعية، وفي الأساس في القرى في الجنوب اللبناني، لن تسامح نصر الله إذا ورطها في مواجهة كبيرة مع إسرائيل.
  • من المهم في هذا السياق الإشارة إلى أنه على الرغم من أن الحزب لن ينفذ هجوماً انتقامياً في هذا الوقت، يجب على إسرائيل الاستمرار في استعداداتها وحالة التأهب لمواجهة مثل هذا الهجوم إلى أن يتضح بواسطة معلومات استخباراتية، أو من خلال إعلان من نصر الله أن حزب الله لا ينوي تنفيذ هجوم في هذه الفترة.
  • الذي يمكن أن يربح في الوضع الحالي هي بالذات إيران التي اقترحت تقديم مساعدة إلى لبنان. هذه المساعدة ستصل عن طريق الجو أو بواسطة بواخر، من المحتمل أيضاً أن تشمل مكونات لتحسين دقة الصواريخ التي تحاول إيران نقلها إلى لبنان ولم تنجح بالطرق العادية عن طريق سورية أو عن طريق الجو.
  • فيما يتعلق بالأميركيين، دونالد ترامب اقترح مساعدة لبنان، لكن الرئيس الأميركي العديم المسؤولية والمهووس بإشعال الحرائق - ليس هناك كلمة تصف الضرر الذي سببه عندما قال: "يمكن أن يكون هجوماً نُفّذ بواسطة قنبلة"، كلام ترامب هذا الذي استند إلى جنرالات مجهولين لا أحد يعرف أسماءهم، يلقي ضمناً المسؤولية على إسرائيل ويطرح علامة استفهام كبيرة فوق إعلان إسرائيل القاطع أن لا علاقة لها بما حدث.
  • في الحقيقة لم ينطق ترامب صراحة باسم إسرائيل، لكنه يعرف أن إسرائيل حليفته، وفي الماضي أتت أغلبية المعلومات عن العمليات السرية للجيش الإسرائيلي والموساد من مصادر أميركية في الولايات المتحدة، وليس مباشرة من إسرائيل. ترامب تسبب بضرر لا يقدّر لدولة إسرائيل بملاحظته المتسرعة التي لا أساس لها. مصادر أميركية قالت بصراحة لوسائل الإعلام الأميركية إنها لا تعرف على أي أساس اعتمد ترامب بقوله المتسرع الذي تسبب لإسرائيل بأضرار جسيمة، سواء في الساحة الشرق الأوسطية أم في العالم.
  • لا يمكن الحديث عن كارثة بهذا الحجم كالتي حدثت في بيروت من دون التفكير فيما قد يحدث لو جرى هذا عندنا. الجواب هو أن معقولية حدوث هذا، مثلاً في منطقة المصانع البترو كيميائية في حيفا، أقل مما عليه الأمر في بيروت.