الانتخابات المهمة حقاً ستكون في الولايات المتحدة
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- يقوم بنيامين نتنياهو مؤخراً بنشر تسريبات وتلميحات بشأن نيته الذهاب إلى انتخابات سريعة. بحسب الصيغة الأخيرة، تشرين الثاني/ نوفمبر هو التاريخ المستهدف، في وقت قريب غريب ومثير للشكوك من انتخابات في الولايات المتحدة.
- ربما يخطط نتنياهو لحادثة تدهور بطولية إلى الهاوية مع دونالد ترامب، على طريقة ثيلما ولويز [فيلم أميركي حصل على جائزة أوسكار ينتهي بحادثة تدهور سيارة لصديقتين هما جينا ديفيس التي تؤدي دور ثيلما، وسوزان سارندون بدور لويز]. ربما هو يصلي لأن يرفض ترامب الهزيمة كما هدد، كي يسير على خطاه. ربما يعتقد نتنياهو أن الانتخابات ستحسن وضعه على الرغم من كل شيء، وفي ظل غياب خصم مهم.
- على أي حال، التقارب الزمني النظري بين المعركتين الانتخابيتين يوضح أنه ستكون للمعركة في إسرائيل أهمية هامشية لمستقبلها. مواطنو الولايات المتحدة هم الذي سيقررون مصيرها.
- إنما الأمور المرئية من هناك، وعملياً من أي مكان آخر في العالم، يبدو أنها غير مرئية هنا. المنظور الوحيد الذي تنظر منه أغلبية الإسرائيليين هو سياسة ترامب الموالية لإسرائيل. سلوكه الفاسد، وقيمه السقيمة والاستقطاب الذي يزرعه، وتآكل الديمقراطية الأميركية، والهبوط الكبير في مكانة بلاده في العالم، كل هذا ضئيل الأهمية بالنسبة إلينا.
- الشبه غير الطبيعي تقريباً في الوضع السياسي والنفسي لكل من ترامب ونتنياهو - الاثنان كاذبان بالسليقة ومهووسان بتصوير نفسيهما على أنهما ضحية، يكرهان الكوابح والضوابط، وفشلا في مواجهة وباء الكورونا - يزيد من صعوبة الإسرائيليين في التعرف على القرار التاريخي الذي سيتخذه الأميركيون في 3 تشرين الثاني/نوفمبر.
- أكثر من كل الانتخابات السابقة، الانتخابات في الولايات المتحدة هي منعطف على شكل T يمكن من خلاله التوجه نحو اتجاهين متعارضين. فوز ترامب الذي يبدو غير ممكن حالياً، معناه الموافقة رسمياً على استمرار رئاسته الفاسدة والمقسمة والمدمرة. أميركا - وبعدها إسرائيل - قادرة على تحمّل ولاية واحدة له، لكن ليس ولايتين.
- فوز ترامب سيقضي نهائياً على مكانة الولايات المتحدة كزعيمة للعالم الحر، وكبطلة الحرية والديمقراطية. وسيولد تصدعاً لا يمكن رأبه مع المنظمات الدولية وحلف شمال الأطلسي، ويُفرح روسيا ويشجع المستبدين في أنحاء العالم. فوز ترامب لن يساعد فقط في إعادة انتخاب نتنياهو، بل أيضاً سيؤدي إلى أربع سنوات إضافية من القومية الإسرائيلية، وإساءة معاملة الفلسطينيين وتآكل الديمقراطية، وصولاً إلى نقطة الانهيار.
- في مقابل ذلك، فوز جو بايدن، سيُستقبل بارتياح شديد في العالم الديمقراطي. هو سيحيي أميركا ويعيدها إلى موقع القيادة. فوز الديمقراطيين يمكن أيضاً أن يعيد إلى إسرائيل تعقّلها الذي فقدته، وأن يفرض عليها السعي من جديد لتسوية مع الفلسطينيين، وإنقاذ ديمقراطيتها المدماة.
- ترامب أعطى إسرائيل حرية أن تفعل ما تشاء، لأنه فعلاً لا يهمه الأمر. بايدن سيستخدم ضوابط لمنع إسرائيل من الخروج تماماً عن السكة.
عودة ترامب معناها انتصار معنوي وربما انتخابي لنتنياهو. وخسارته ستحول رئيس الحكومة إلى إضافة تافهة محرجة، من الأفضل التخلص منها في أقرب وقت. فوز بايدن سيوقف الموجة العكرة ليمين قومي مدمر نما وترعرع بتشجيع من نتنياهو وتحت حماية ترامب. هذه هي الانتخابات التي يجب على مواطني إسرائيل الاهتمام بهاـ بدلاً من الاهتمام بألاعيب رئيس حكومتهم العقيمة.