صورة إيران تضررت، ويمكن أن ترد لترميم مكانتها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • سلسلة الانفجارات والحرائق والحوادث الغامضة التي حدثت في الشهر الأخير في إيران لا تزال تجذب اهتماماً دولياً. حتى على افتراض أن أغلبية الحوادث لها علاقة بتدني مستوى الصيانه في منشآت بنى تحتية في الدولة، فإن الحوادث تسلط الضوء على صورة النظام وتضر بصورة القوة التي يريد أن يبعث بها إلى مواطنيه. وسائل إعلامية غربية تنسب عدداً من الحوادث إلى حملة تخريب مقصودة، تقف وراءها إسرائيل، وربما الولايات المتحدة، وهي بذلك تحث بصورة غير مباشرة طهران على المبادرة إلى رد يوضح أنها مصرة على الدفاع عن مصالحها.
  • الجنرال كينيث مكنزي قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي والمسؤول عن القوات الأميركية في الشرق الأوسط، قال في نهاية الأسبوع الماضي لصحيفة الواشنطن بوست إن من المحتمل أن ترد إيران بعملية ضد إسرائيل. وبحسب كلامه، من الممكن أن تنشب أزمة جديدة في أعقاب "الهجمات الأخيرة على أجهزة الطرد المركزي في إيران في نتانز ومنشآت ومواقع مشروع الصواريخ. إيران تتهم إسرائيل... وتجربتي تقول لي إنهم سيردون."
  • أيضاً في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يلاحظون ارتباكاً معيناً في إيران في ظل غياب سليماني الذي يوصف حالياً بـ"الاستراتيجي الغائب". الجنرال، قائد فيلق القدس للحرس الثوري كان القوة المحركة للعمليات الاستخباراتية في بلاده في كل أنحاء المنطقة. الذي حل محله، الجنرال إسماعيل قاآني، يُعتبر رجل قيادة منظماً ومنهجياً وماهراً، لكنه ليس مهيأً لقيادة الاستراتيجيا الإقليمية لإيران، أو لاكتساب مكانة عالية في سلسلة المناصب والسيطرة في الدولة – بما يتجاوز رتبته الأصلية.
  • سلسلة الحوادث الأخيرة تضع النظام الإيراني في مأزق، لأنها تُضاف إلى اغتيال سليماني، وحادثة إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية عن طريق الخطأ في سماء طهران، وإصابات وباء الكورونا المتفشي في إيران، والأزمات الاقتصادية. منذ بداية العام، سُجل انخفاض في قيمة الريال الإيراني يقدر بـ50%.
  • قرارات الحكومة تقليص دعم مواد حيوية أثار غضباً شعبياً من جديد، وفي الأسبوع الماضي نُشرت تقارير عن حدوث تظاهرات احتجاج. الوضع الاقتصادي اليائس تحت العقوبات الأميركية حثّ الحكومة على فتح الاقتصاد من جديد بصورة زادت من إصابات الكورونا. الصعوبات المالية أدت إلى تقليص المساعدة الإيرانية لحزب الله والميليشيات الشيعية في العراق، ولتنظيمات أُخرى تستخدمها طهران في خدمة حاجاتها في شتى أنحاء المنطقة.
  • تُضاف إلى صعوبات النظام حقيقة أن إسرائيل، بحسب تقارير أجنبية، زادت في الأشهر الأخيرة من هجماتها الجوية في سورية ضد مواقع ثبت أنها تندرج ضمن المسعى الإيراني للتمركز العسكري وتهريب السلاح إلى حزب الله. في الوقت عينه، معلومات استخباراتية نقلتها إسرائيل إلى وكالة الطاقة الدولية النووية - تعتمد على وثائق الأرشيف النووي الذي سرقه الموساد في منتصف 2018 - أدت إلى مطالبة الوكالة بقيام المراقبين بزيارات إلى منشأتين إضافيتين أراد الإيرانيون إخفاءهما.
  • مديرة مركز السياسات العامة في الشرق الأوسط في معهد راند الأميركي داليا داسا - كاي قالت أول أمس في مقابلة مع شبكة السي. أن. أن، إن مسؤولين إسرائيليين كباراً يرون أن إيران معزولة في الساحة الدولية، وفي موقع ضعف. بحسب كلامها، التضافر بين سياسة الضغط الأقصى التي تستخدمها إدارة ترامب، مع الكورونا وموت سليماني، يشجع إسرائيل على المبادرة إلى ممارسة ضغط من قبلها على النظام.
  • وبحسب داسا - كاي، فإن الإدارة الأميركية لا تتخذ خطوات لكبح العمليات الإسرائيلية، الأمر الذي يؤدي إلى اعتقاد القيادة في إسرائيل أن لديها ضوءاً أخضر من ناحيتها كي تتحرك. وفي تقديرها، هناك احتمال معقول جداً أن إسرائيل تقف وراء الانفجار في معمل أجهزة الطرد في مطلع الشهر، وأنه من المتوقع حدوث عمليات إسرائيلية إضافية، يتجاوز هدفها تغيير الاتفاق النووي. وهي تطرح احتمال نشوب احتكاك عسكري متزايد، وحتى محاولة لإطاحة النظام الإيراني، وتحذر: من المحتمل أن تراهن إسرائيل رهاناً خطراً عندما تفترض أن إيران لن ترد، لأنه من الصعب منع التصعيد عندما يكون الوضع الإقليمي حساساً إلى هذه الدرجة.
  • إلى تحليل داسا - كاي، يجب أن نضيف أيضاً الوضع السياسي الداخلي في إسرائيل والولايات المتحدة. بقي لإدارة ترامب 3 أشهر ونصف الشهر للانتخابات التي يمكن أن يخسرها الرئيس، بحسب استطلاعات الرأي (هذا يعني أنه بقي شهران ونصف الشهر لانتهاء ولاية ترامب، إذا خسر). في إسرائيل، يواجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أزمة غير مسبوقة، ناجمة عن الخسائر الصحية والاقتصادية التي تسببت بها الكورونا، بالإضافة إلى البدء بمحاكمته، وازدياد عدم ثقة الناس. ترامب ونتنياهو هما في موضع ضعف لم يتعودا عليه. هذه أوقات استثنائية - يمكن أن تتطور أيضاً إلى سيناريوهات تصعيد لا يمكن التنبؤ به مسبقاً.