ماذا تخبرنا مسارات انتشار الكورونا
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • وباء الكورونا لا يعرف حدوداً، ووتيرة الإصابة به تحطم أرقاماً قياسية جديدة. وإغلاق المعابر الحدودية ومنع دخول الأجانب لم ينجحا في منعه من الوصول إلى شتى أنحاء العالم.
  • رسم مسارات تفشّي المرض هو أكثر من بحث وبائي. فيه ما يمكن أن يخبرنا عن قصة وعن تداعيات سياسية وأمنية. قصة من هذا النوع جرى الكشف عنها في الأسبوع الماضي بين صفحات تقرير المركز الوطني للمعلومات والمعرفة المختص بالمعركة ضد الكورونا [مركز أنشأه الجيش الإسرائيلي بمساعدة وزارة الصحة لدراسة تفشي الكورونا] الذي حاول التعرف على طرق انتشار المرض في أنحاء إسرائيل.
  • يتضح أن انتشار المرض في يافا الذي جرى الحديث عنه قبل نحو شهر، أدى إلى انتشار الوباء في تجمعات البدو في النقب، والتي تحولت إلى مراكز كبيرة للوباء في إسرائيل. من هناك انتقل الوباء إلى جبل الخليل، والخليل، ورام الله، ونابلس وضواحيها. ومن هناك انتقل إلى مدن المثلث في الجانب الإسرائيلي من الخط الأخضر.
  • مدار الحديث ليس تخمينات وتقديرات، بل نتائج أبحاث وبائية أُجريت على مرضى مثبتين، كشفت العلاقات المتبادلة بين سكان هذه المناطق- علاقات عائلية وتجارية - التي تجعل البدو من النقب يذهبون إلى جبل الخليل، والسكان العرب من مدن المثلث يذهبون إلى داخل الضفة الغربية. على هذه الخلفية، ليس غريباً أن يكون مصدر نصف حالات المصابين في قرى المثلث هو مدن البدو في النقب. هذا هو أيضاً سبب الارتفاع الدراماتيكي في الإصابات في مناطق السلطة الفلسطينية التي قررت منع دخول مواطنين عرب من إسرائيل إلى أراضيها.
  • ما يجري الحديث عنه أولاً هو تحدٍّ صحي، لأنه من الصعب مراقبة التقيد بتعليمات وزارة الصحة داخل أراضي السلطة. لكن مسارات انتشار الكورونا تدل على شبكة علاقات يجب أن تثير القلق من الناحية الأمنية، لأن مسارات التجارة والعلاقات العائلية - هي اليوم مسارات انتشار الكورونا - يمكن أن تتحول أيضاً إلى صداع أمني.
  • في الوقت عينه، تدل مسارات الكورونا على أن الخط الأخضر الذي لا يزال يتعلق به كثيرون في إسرائيل وخارجها قد مُحي فعلياً، ولم يعد موجوداً عملياً. ليس فقط بسبب المشروع الاستيطاني، بل أيضاً لأن المواطنين العرب في إسرائيل والفلسطينيين في مساحة واحدة مفتوحة لعلاقات عائلية واقتصادية. الكورونا لم تكشف لنا أميركا، هي ببساطة تعكس حقيقة حياتية هناك من يحاول تجاهلها.