لماذا قررتم أن ترامب جيد لإسرائيل؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • من منظور تاريخي، ستكون لرئاسة دونالد ترامب تداعيات سيئة على الولايات المتحدة، والعالم، وخصوصاً على إسرائيل، لكنه ساهم كثيراً وبصورة إيجابية في مجال واحد: أدت سياسته إلى إدراك أن دعم إسرائيل ليس معناه بالضرورة تأييداً لمواقف حكومتها. صحيح أن ترامب أيّد بحماسة وبصورة خاصة الحكومة ومنحها هدايا كثيرة، لكن سياسته أضرت كثيراً بإسرائيل ومكانتها. كل ذلك قبل الضم الذي إذا حدث - سيضر استراتيجياً بالاستقرار الإقليمي وبشرعية إسرائيل الدولية.
  • ترامب حوّل الولايات المتحدة إلى دولة أقل تأثيراً في الساحة الدولية وفي منطقتنا، ومن هنا تقلصت بصورة كبيرة قدرتها على مساعدتنا في المؤسسات الدولية وفي التأثير الثنائي على دول مهمة بالنسبة إلينا.
  • لقد حوّل الولايات المتحدة إلى دولة لا علاقة لها بتسوية مع الفلسطينيين - خطوة حاسمة بالنسبة إلى قدرة إسرائيل على أن تكون دولة قومية ديمقراطية للشعب اليهودي - لأنه تجاهل تماماً وجود الطرف الثاني في النزاع، وخسر التأثير الأميركي في السلطة الفلسطينية.
  • ترامب حوّل الولايات المتحدة إلى دولة لا معنى لها فيما يتعلق بوقف المشروع النووي الإيراني، بعد انسحابه بصورة أحادية من الاتفاق النووي وحل الائتلاف الدولي الفعال الذي أقامته إدارة أوباما.
  • هو حوّل أميركا إلى طرف سلبي بشأن كل ما له علاقة بالترتيبات في سورية ووجود الميليشيات الشيعية على حدودنا الشمالية. هذه الموضوعات المهمة جداً بالنسبة إلى إسرائيل، تتقرر اليوم بين روسيا وتركيا وإيران.
  • قربه من حكومة نتنياهو، بعكس مواقفه الباردة حيال حلفائه الاستراتيجيين في حلف شمال الأطلسي وآسيا، وضع إسرائيل في معسكر واحد مع الزعماء الاستبداديين والشعبويين وأبعدها عن الجانب الليبرالي الذي يشكل الأغلبية أيضاً في الولايات المتحدة وأوروبا. هذا القرب ألحق ضرراً كبيراً بتأييد الحزبين الكبيرين لإسرائيل، وبعلاقة يهود الولايات المتحدة بنا.
  • سنوات كثيرة كرست المؤسسة اليهودية - الأميركية خلالها دعمها لمواقف حكومة إسرائيل من دون الحكم على سياستها، ومن دون فحص ما إذا كانت هي جيدة للشعب اليهودي، وللولايات المتحدة، وحتى لإسرائيل. مسألة "ما هو الأفضل لإسرائيل" هي طبعاً جزء من خلاف مشروع، لكن رئاسة ترامب أوضحت للكثيرين من اليهود أن في إمكانهم أن يكونوا انتقاديين لحكومة إسرائيل حتى لو كانوا مرتبطين بإسرائيل ومؤيدين للدولة. رئاسته أوضحت لهم أنهم قادرون على العمل في إطار القانون ضد سياسة حكومة إسرائيل، تماماً مثلما هم قادرون على محاربة مواقف الرئيس المنتخب في بلادهم ضمن إطار القانون.
  • الارتباط السمبيوزي بين ترامب ونتنياهو أوضح ليهود أميركيين أنه آن الأوان للتفريق بين حبهم لبلدهم وبين الدولة القومية للشعب اليهودي، وبين موقفهم حيال الشريحة المنتخبة. وتحديداً قيم ترامب الصادمة - عنصريته وكراهيته للأجانب، وكراهيته للنساء، والاستخفاف بكل من لا يفكر مثله - أوضح ضرورة هذا التفريق.
  • طوال سنوات، دعمت الأطراف المؤسساتية اليهودية في الولايات المتحدة سياسات حكومة إسرائيل على الرغم من أن أغلبية اليهود ليبراليون، وجزء كبير منهم هم أيضاً تقدميون، وعلى الرغم من أن قيم حكومة إسرائيل وسياستها كانا بعكس قيمهم. ولقد واصلوا دعم الحكومة التي تعتبرهم يهوداً من فئة ب إذا لم يكونوا أرثوذوكسيين، وتعتبر من يدعم حل الدولتين، دليل بحسب قولها على انهزامية أو عداء ذاتي للسامية.
  • طوال سنوات، منع موقف المؤسسة اليهودية هذا الإدارات الأميركية من اتخاذ موقف فعال للدفع باتجاه السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لأن المنظمات اليهودية حرصت على أن تكون كل خطوة أميركية منسقة مع حكومة الليكود التي تعارض أي تسوية مع الفلسطينيين يمكنهم الموافقة عليها. المواقف التي بدأنا نسمعها في الحزب الديمقراطي تثير أملاً بأن تعود الولايات المتحدة صديقة حقيقية لإسرائيل، قادرة من ناحية قدراتها الدبلوماسية ومواقفها على تجديد مكانتها في العالم والمنطقة. صديقة تكون لاعباً مهماً في مواجهة أعدائنا، ولاعباً مهماً يستطيع المساعدة في الوصول إلى نهاية الستاتيكو مع الفلسطينيين - الذي يهدد مستقبل الرؤيا الصهيونية.