استراتيجيا تضمن أمن إسرائيل من ناحية الشرق لا تقل أهمية عن حقوق الأجداد
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • مؤخراً تُسمع أصوات خبراء من اليسار تدّعي أن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وغور الأردن ليس لها أهمية أمنية بالنسبة إلى دولة إسرائيل. وهذا ما يدّعيه أيضاً بضعة ضباط وشخصيات أمنية. الادعاءات التي يسمعونها لم تكن صحيحة قبل 40 عاماً، وهي تشكل اليوم خطأ استراتيجياً فادحاً. هناك من يُسمع حجة غريبة بأن للأرض أهمية صهيونية وليس أمنية. في الواقع فإن أحد الركائز الأساسية للصهيونية هي تعزيز قدرة الشعب اليهودي ودولة إسرائيل على حماية نفسيهما.
  • أقول إن حقوق الأجداد في أرض إسرائيل في الضفة الغربية مهمة، لكن ما لا يقل أهمية عن هذه الحقوق إيجاد استراتيجيا تضمن أمن إسرائيل من ناحية الشرق. لهذه الغاية المطلوب ثلاث قدرات: القضاء على بُنى تحتية إرهابية في داخل الضفة الغربية، محاربة الإرهاب عندما ينجح في العمل من أراضي الضفة وهو لا يزال في عقر داره، وإيقاف قوات عسكرية وآخرين قادمة من شرق الأردن. في النقاش الحالي، لن أتطرق إلى مواجهة الصواريخ البعيدة المدى.
  • في الماضي، بحسب العقائد القتالية التي كانت سائدة حينئذ، ادّعوا أن وضع نقاط مراقبة في أعالي الهضاب في الضفة الغربية يسمح بالتحذير في مواجهة قوات تهدد بعبور نهر الأردن ومهاجمة السفوح الساحلية عن طريق الأراضي الفلسطينية. عقيدة متأخرة أكثر قالت إن هذا لا يكفي ويجب السيطرة على غور الأردن من أجل منع هذا التهديد من ناحية الشرق.
  • هذا لأنه إذا كشفت نقاط المراقبة عدواً يتحرك عبر نهر الأردن من الشرق، ستضطر قوات الجيش الإسرائيلي إلى القتال عبر أراض فلسطينية، ومن الممكن أن تصل متأخرة جداً إلى مواقع الدفاع على طول نهر الأردن. نحن اليوم في وضع جديد. تعلّمنا أن العالم كله بدأ يتبنى حرباً لها خصائص حرب عصابات، ناهيك بكيانات ليس لديها القدرة على إنشاء جيوش حقيقية. تعلّمنا أيضاً أنه من الممكن إقامة بنية إرهابية تحتية "بعيداً عن الأضواء" من دون أن يجري الكشف عن قيامها وفعاليتها إلّا بعد فوات الأوان (انظر الحكاية المستمرة على حدود قطاع غزة). تعلّمنا أيضاً عدم مهاجمة بنية تحتية إرهابية لدى اكتشافها لأسباب سياسية - داخلية، وأن الإرهاب يمكن أن يشل الدولة.
  • لمنع هذا الشلل عن طريق إطلاق صواريخ وقذائف مدفعية من الشرق، ومنع عمليات إرهابية ضد السهل الساحلي، وتخريب حركة القوات الإسرائيلية باتجاه حدود الأردن، أو نقل قوات من الجنوب إلى شمال دولة إسرائيل وبالعكس، يجب أن نسيطر على أراض ذات صلة. في ضوء ما تغيّر في عقيدتنا القتالية وما تعلّمناه من تجاربنا الأمنية، فإن الخلاصة البسيطة هي أنه عندما نحضّر دفاعنا على طول الأردن في مواجهة قوات من الشرق، لا نستطيع أن نهمل العدو المركزي الموجود إلى الغرب من قواتنا، أي وراءنا، في مناطق الضفة الغربية. هذا العدو هو الإرهاب، ولديه قدرة إيذاء كبيرة وحاسمة في السهول الساحلية للدولة.

لمنع قيام بنية إرهابية في الضفة الغربية، يجب على الجيش الإسرائيلي الحصول على حرية الحركة للتواجد في أي لحظة وأي نقطة في الضفة الغربية كلها. هذا ممكن إذا انتشر الجيش بصورة دائمة في المنطقة كلها. عندما يناقش زعماؤنا فرض القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية، يتعين عليهم أن يأخذوا هذه الاعتبارات في حسابهم.