القرار الألماني يزيد الضغط على حزب الله
تاريخ المقال
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة
تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.
- يوسي كوبرفاسر، الباحث الكبير في معهد القدس للشؤون العامة والسياسة، يفسر في حديث مع القناة السابعة الأهمية الكبيرة لقرار ألمانيا نزع الشرعية عن حزب الله في الساحة الدولية. كوبرفاسر الذي عمل في الماضي مديراً عاماً لوزارة الشؤون الاستراتيجية ورئيس شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية، قال: "أولاً للقرار أهمية رمزية، لأنه يشكل خطوة إضافية تتخذ فيها دول مركزية في أوروبا قراراً تعتبر فيه حزب الله تنظيماً إرهابياً بكل أذرعته. "صحيح أن الدول الأوروبية فرّقت قبل عام بين الذراع العسكرية لحزب الله التي اعتبرتها تنظيماً إرهابياً، وبين الذراع "السياسية" التي اعتبرتها تنظيماً شرعياً، ونتيجة ذلك، سمحت لها بالعمل في أراضيها. الآن، دولتان مركزيتان في أوروبا - ألمانيا وفرنسا، تقولان ما هو بديهي: لا فرق بين الذراعين العسكرية والسياسية، لأن المقصود هو تنظيم إرهابي بكل مكوناته."
- بحسب كلامه: "الأهمية العملية التي نتجت من ذلك هي منع نشاطات حزب الله في ألمانيا التي سيلحق من دونها ضرر كبير جداً بعمليات جمع الأموال والشراء التي لا يمكن أن تستمر. وهذا مهم جداً بالنسبة إلى حزب الله الذي يعاني حالياً ضائقة كبيرة."
- هل ما جرى هو توجّه له فرصة في أن يستمر؟ يقول كوبرفاسر: "من شق الطريق كانت بريطانيا وحذت ألمانيا حذوها، لكن القرار الألماني أكثر أهمية. تُعتبر بريطانيا أكثر تشدداً في هذا الشأن، بينما ألمانيا أقل منها، وهي أيضاً معنية بالمحافظة على علاقات جيدة مع إيران. تدل هذه الخطوة على تغيير في توجّه السياسة الألمانية، ونظراً إلى أن تأثير ألمانيا أكبر من تأثير بريطانيا في القارة الأوروبية، توجد فرصة أكبر بأن يؤثر هذا الأمر في دول أُخرى لاتخاذ خطوة مشابهة."
- في رأي كوبرفاسر، الخطوة الألمانية تلحق ضرراً حقيقياً بالمنظمة اللبنانية: "أعتقد أنها خطوة شديدة الأهمية. هناك نشاطات كثيرة لحزب الله في ألمانيا، في الأساس جمع أموال. اليوم، مع الضائقة الاقتصادية التي يعانيها الحزب نتيجة العقوبات على إيران وعلى المصارف اللبنانية، فإن كل قرش مهم. هذه الخطوة ستزيد الضغط على حزب الله بصورة عملية وليس فقط بصورة رمزية. الألمان لم يتحدثوا فقط عن تغيير، بل سيطروا اليوم على أربعة مراكز إسلامية موجودة في ألمانيا. وهذا القرار هو بالتأكيد خطوة مهمة، وآمل بأن تُتخذ خطوات مشابهة في أماكن أُخرى يوجد فيها مثل هذه النشاطات. من الصعب قليلاً رؤية فرنسا تفعل ذلك بسبب علاقتها الخاصة مع لبنان، لكن نأمل بأن تصحو."
- بحسب كوبرفاسر، حركة "حماس" هي الآن محور الاهتمام: "حماس تعيش واقعاً مشابهاً إلى حد ما. فقد جرى الإعلان أنها تنظيم إرهابي بكل مكوناته، لكن محكمة العدل الأوروبية أبطلت هذا الإعلان. القصد من التفريق بين "هيئات عسكرية" في المنظمات الإرهابية و"هيئات سياسية"، هو نوع من المناورة من مختلف الجهات في العالم. أنا مسرور لأنهم هنا يتصرفوا بهذه الطريقة. من الواضح أنه من أجل محاربة التهديدات يجب الاعتراف بوجودها، وما فعله الألمان أمر مهم جداً."