الهجوم بالقرب من الحدود السورية – اللبنانية رسالة إلى حزب الله وإيران
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة

تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.

  • يبدو أن السيارة التابعة لحزب الله التي تعرضت لهجوم من الجو بالقرب من معبر حدودي بين سورية ولبنان، والذي نسبته وسائل الإعلام العربية إلى إسرائيل، لم يكن عملية اغتيال، بل كان هجوماً يهدف إلى ضرب عتاد له علاقة بمشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله.
  • حزب الله يحافظ على الصمت ولا يرد على الهجوم الجوي المنسوب إلى إسرائيل الذي وقع في 15 نيسان/أبريل، بالقرب من المعبر الحدودي في جديدة يابوس بين سورية ولبنان. وتتجاهل وسائل إعلامه الرسمية الحادثة.
  • سيارة تابعة لحزب الله كانت ضمن قافلة هوجمت من الجو بواسطة مسيّرة أطلقت عليها صاروخين، الصاروخ الأول أخطأ الهدف، أمّا الثاني فأصابه ودمر السيارة.
  • بحسب تقارير في وسائل الإعلام العربية، تمكن ركاب السيارة من الخروج منها بعد إطلاق الصاروخ الأول. تعود السيارة إلى الناشط في حزب الله عماد كريمي، لكنه لم يصب جرّاء القصف. مصادر في سورية ذكرت أن الناشط من حزب الله الذي كان في السيارة التي تعرضت للهجوم، هو مصطفى مغنية ابن رئيس أركان حزب الله عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق في شباط/فبراير 2008، والذي جرى اغتياله بعملية مشتركة بين الموساد الإسرائيلي والسي آي أي، بحسب مصادر أجنبية.
  • من تحليل الهجوم على السيارة، ومن كلام شهود عيان كانوا في المكان، يبدو أن إطلاق الصاروخ الأول لم يكن بقصد قتل ركاب السيارة، بل للسماح لهم بالخروج منها، على طريقة "الدق على السطح" التي انتهجها الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة [في المناطق الفلسطينية المحتلة، كان الجيش يطلق قذيفة تحذيرية على الهدف قبل القصف العنيف] وإنما الهدف الأساسي كان تدمير العتاد الذي كان في السيارة. حصل الهجوم على السيارة في الجانب السوري من الحدود، على ما يبدو كي لا تتورط إسرائيل في مواجهة مع حزب الله لو نُفذ الهجوم في داخل الأراضي اللبنانية. تحافظ إسرائيل على قواعد لعبة مختلفة في كل ما له علاقة بمهاجمة أهداف تابعة لحزب الله في داخل الأراضي اللبنانية.
  • في وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان، تساءلوا كيف عبرت القافلة من سورية إلى لبنان، بينما الحدود مقفلة بين الدولتين بسبب فيروس الكورونا، وفسروا ذلك بإذن خاص حصل عليه حزب الله لإدخال العتاد الذي هوجم إلى لبنان.
  • يمكن التقدير بمعقولية عالية أن الهدف من الهجوم على السيارة كان تدمير مكونات مهمة لها علاقة بمشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله وصلت من إيران إلى سورية، وكانت في داخل السيارة، وليس اغتيال أحد قادة حزب الله. نشطاء حزب الله حرصوا على تغطية سقف السيارة التي هوجمت، قبل السماح لوسائل الإعلام بتصويرها، لإخفاء نتائج التدمير والعتاد الذي في داخلها.
  • يبدو أنه على الرغم من فيروس الكورونا الذي يشغل لبنان أيضاً، يواصل حزب الله نشاطاته ضد إسرائيل: بناء بنى تحتية إرهابية في هضبة الجولان السورية، وأيضاً استئناف مشروع الصواريخ الدقيقة بواسطة عتاد خاص يصل من إيران.
  • إيران أيضاً تواصل، على الرغم من فيروس الكورونا واغتيال الجنرال قاسم سليماني في بداية هذه السنة، تزويد حزب الله بوسائل قتالية متطورة، والتمركز العسكري في الأراضي السورية.
  • إذا كانت إسرائيل فعلاً هي التي تقف وراء الهجوم، فإن في ذلك رسالة إسرائيلية واضحة لكل من حزب الله وإيران تقول: "لا تعتقدوا أنه بسبب أزمة الكورونا سنسمح بمواصلة التحضيرات لمهاجمتنا. لدينا معلومات استخباراتية دقيقة، ولن نتردد في مهاجمتكم لإحباط خططكم الهجومية."