نتنياهو فقد أي ذرة من الخجل ويسعى لترويج كذبة أن "إسرائيل هي الدولة الأكثر أماناً من فيروس كورونا في العالم"
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • دأب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الفترة الأخيرة على ترويج كذبة جديدة فحواها أن "إسرائيل هي الدولة الأكثر أماناً من فيروس كورونا في العالم".
  • ولا بد من القول إنه من أجل تعميم حقيقة علمية كهذه، يجب أن تكون مستندة إلى بحث، أو إلى نموذج علمي ما، أو إلى اختبار منهجي وتجريبي ومخبري يرتكز على معطيات ووقائع. ولا يوجد أي من كل هذا في أساس تلك المقولة الكاذبة.
  • إن ما يجري الحديث عنه هو تقرير صدر عن صندوق مالي مشكوك فيه في هونغ كونغ يعمل فيه 10 موظفين ويفحص الأماكن الأكثر أماناً للاستثمار في العالم، ولا يمتلك أي صلاحية لإصدار أحكام من هذا النوع. ولا يدور الحديث طبعاً حول تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، أو عن وكالة اعتماد، أو عن صحيفة اقتصادية قامت بفحص معطيات وإجراء مقارنات بين شتى الإحصائيات بهذا الشأن.
  • وعلى الرغم من ذلك كله، تباهى نتنياهو بهذه الكذبة. ولم تنته القصة عندها، بل إنه بعدها بعدة أيام وبتجاهل تام للانتقاد الذي تعرّض له، نشر رئيس الحكومة تغريدة في حسابه الخاص في موقع "تويتر" قال فيها إنه حتى الصحيفة الاقتصادية المُعتبرة "فوربس" أقرّت بأن إسرائيل هي المكان الأكثر أماناً في العالم. وهذه كذبة أيضاً، فقد تبيّن أن مارغريتا كولنجيلو، العضو في الصندوق المالي المذكور نفسه في هونغ كونغ، نشرت مقالاً أعربت فيه عن رأيها الشخصي فقط، وظهر في ملحق المدوّنات التابع لـ"فوربس". واضطرت تغريدة نتنياهو هذه الفرع الإسرائيلي لصحيفة "فوربس" إلى نشر التوضيح التالي: "هذا المقال ليس من منشوراتنا ولا يعكس أبحاثنا، وهو مجرد مقال رأي. شكراً والسلام".
  • إن ما فعله نتنياهو، شأنه شأن غيره من وزراء حزب الليكود وساسته، هو دليل على فقدان أي ذرة من الخجل، وعلى قدرة زعيم منتخب على إنتاج أنباء ملفقة وترويجها بكل صلف في أوساط الرأي العام. وهذا السلوك لا يختلف كثيراً عن سلوك الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ومن الواضح أن كليهما يسعى لترويج ما يمكن تسميته "حقيقة بديلة". وهو مسعى فظيع للغاية لسبب بسيط هو أن العالم بحاجة في الوقت الحالي إلى حقيقة واحدة يُفترض بها أن تنتصر. لكن يبدو أنه في هذا الوقت بات العالم الحقيقي إمّا في حجر صحي، أو في عزلة، أو خرج إلى عطلة غير مدفوعة الأجر.