من معاهد الدراسات الاستراتيجية المعروفة، ولا سيما المؤتمر السنوي الذي يعقده ويشارك فيه عدد من الساسة والباحثين المرموقين من إسرائيل والعالم. يُصدر المعهد عدداً من الأوراق والدراسات، بالإضافة إلى المداخلات في مؤتمر هرتسليا، التي تتضمن توصيات وخلاصات. ويمكن الاطّلاع على منشورات المعهد على موقعه الإلكتروني باللغتين العبرية والإنكليزية.
- فيما يلي عشرة تبصرات ودروس أولى للمستقبل:
- مرة أُخرى، يتضح أن إسرائيل تتجاهل بصورة منهجية تهديدات ضخمة وعقبات خطيرة تتهددها، حتى عندما يكون العنوان واضحاً. وبأسلوب يذكّر بحرب يوم الغفران، تجاهلت إسرائيل تحذيراً استراتيجياً بصورة الوباء الذي انتشر في الصين قبل شهرين، وتفشى في العالم. الأزمة وصلت وإسرائيل لم تكن مستعدة لها. المراكز الطبية غير مهيئة، والمنظومة الصحية كلها دخلت في أزمة هي الأخطر في تاريخها، بعد إهمالها ومعاناتها جرّاء ضائقة حرجة. وذلك على الرغم من تحذيرات وتنبيهات بشأن وضعها الهش سُمعت من كبار الأطباء في إسرائيل طوال سنوات.
- الجبهة الداخلية الإسرائيلية المدنية هي عقب أخيل الدائم، ويشكل مستوى جهوزيتها لمواجهة الأزمات إخفاقاً تنظيمياً ووطنياً يلامس التقاعس والإهمال.
- الإخفاقات التي ظهرت في وقت الامتحان هذا، يجب رسم خارطتها وإصلاحها من الأساس في اليوم التالي. إلى جانب زيادة ميزانيات المنظومات المتعلقة بحياة الإنسان، الأداة الوحيدة للقيام بذلك، هي لجنة تحقيق رسمية، تعليماتها وخلاصاتها مُلزمة.
- مثل مستوى الاستعداد والجهوزية، أيضاً إدارة الأزمة، كانت تداعياتها على الدولة مأساوية ومليئة بالإخفاقات:
- تتصرف إسرائيل من دون فكرة منظمة أو توجه استراتيجي واضح. وعندما لا تكون هناك فكرة منهجية، الأفعال التي تقوم بها الحكومة وأجهزتها المتعددة تبدو مرتجلة، وتولد مواجهات بين الوزارات والهيئات التنفيذية، وتبعث إلى المواطنين برسائل مرتبكة ومشوشة.
- تجري المعركة من دون معلومات ضرورية. وذلك بسبب عدم وجود منظومة فحص منتشرة على كامل الأراضي، ومركز وطني فعال يقدم صورة متكاملة وشاملة للوضع يمكن على أساسها العمل واتخاذ القرارات.
ج- مع تعارُض واضح مع دروس الماضي، لا يوجد تنسيق بين المنظومات، وإسرائيل تتأخر في استخدام موارد وميزات واضحة متوفرة في المؤسسة الأمنية (قيادة الجبهة الداخلية، جهاز الشراء وغيرهما).
د- غياب الزعامة. على خلفية الفوضى السياسية الصعبة التي أدت إلى إلحاق ضرر كبير بعمل أغلبية أجهزة السلطة، يبرز غياب شخصية مسؤولة تستخدم أجهزة معلومة، مثل منظومة الإعلام الوطنية، وتوجه الجمهور بصورة واضحة وموثوق بها. هل إقامة حكومة جديدة ستصوب توجه السفينة؟ من الصعب معرفة ذلك الآن.
ه- رأس الحربة في محاربة الكورونا، أي الطواقم الطبية في المستشفيات، تعمل من دون وقاية مناسبة وآلاف منهم في الحجر.
- بينما توسع الحكومة صلاحياتها وتصادر حقوقاً أساسية للمواطنين، فإن المحافظة على المؤسسات التي تضمن أسلوب العمل في إسرائيل كدولة ديمقراطية، هو حاجة وطنية حيوية وشرط للحصانة.
- هناك أزمات خطيرة إضافية إسرائيل ليست مستعدة لها. من بينها يمكن أن نعدد، مواجهة مع حزب الله وإيران، أو كارثة طبيعية تؤدي إلى إلحاق ضرر واسع في البنى التحتية وتحصد خسائر في الأرواح.
- ليس هناك ما يثبت أن الكارثة التي تواجهها إيران اليوم تقلل من التهديد الخطير الذي تشكله على إسرائيل. وخصوصاً في ضوء مواصلة توسّع مشروعها النووي أيضاً في ظل أزمة الكورونا.
- على المستوى المباشر، المطلوب إيلاء اهتمام خاص بإمكان حدوث انهيار في غزة الذي يبدو أنه مسألة وقت. قدرات النظام الصحي في القطاع ضئيلة جداً مقارنة بضخامة الكارثة الإنسانية المتوقعة هناك، والتي يمكن أن تنزلق أيضاً إلى تخوم إسرائيل.
- المسافة التي قطعتها إسرائيل في علاقاتها بالدول العربية، تبرز على خلفية الأزمة. ففي الوقت الذي يتهم النظام الإيراني إسرائيل بـ"هجوم إرهابي بيولوجي"، تتابع الدول العربية، تحديداً، ما يجري في إسرائيل في هذا الشأن، وتنفتح على التعلم منها.
10- استقرار الأنظمة في الدول العربية هو مدماك مركزي بالنسبة إلى الأمن القومي لإسرائيل. المطلوب الآن بالذات من إسرائيل مساعدة هذه الدول، وتعميق التعاون معها. مثل هذه العمليات لن يجري نسيانه بسرعة في اليوم التالي للأزمة.