انتخاب غانتس رئيساً للكنيست كجزء من التفاهمات لتأليف حكومة وحدة بين "مناعة لإسرائيل" والليكود برئاسة نتنياهو
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

شهدت إسرائيل أمس (الخميس) تغييراً درامياً، إذ تم انتخاب رئيس تحالف "أزرق أبيض" عضو الكنيست بني غانتس رئيساً للكنيست، كجزء من التفاهمات لتأليف حكومة وحدة مع الليكود، وهو ما أدى إلى تفكيك هذا التحالف على الفور وانشقاق حزبي "يوجد مستقبل" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد و"تلم" برئاسة عضو الكنيست موشيه يعلون عنه [أُنشئ تحالف "أزرق أبيض" عشية انتخابات الكنيست الـ21 التي جرت يوم 9 نيسان/ابريل 2019، بين حزبي "مناعة لإسرائيل" برئاسة الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بني غانتس و"يوجد مستقبل" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد، وانضم إليه لاحقاً الرئيسان السابقان لهيئة الأركان العامة موشيه يعلون رئيس حزب "تلم" وغابي أشكنازي].

وكان عضو الكنيست مئير كوهين من حزب "يوجد مستقبل" الشريك في "أزرق أبيض" مرشح التحالف لتولي المنصب، لكنه انسحب بعد أن قدم غانتس ترشيحه.

وحصل غانتس على دعم كامل من طرف معسكر أحزاب اليمين واليهود الحريديم [المتشددون دينياً]، وتم انتخابه لهذا المنصب مساء أمس بدعم 74 عضو كنيست ومعارضة 18. ولم يشارك بقية أعضاء الكنيست في عملية الانتخاب، بمن في ذلك جميع أعضاء الكنيست من حزب "يوجد مستقبل"، وحزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، ورئيس حزب "تلم" عضو الكنيست موشيه يعلون. 

وذكرت مصادر مقربة من غانتس ومن رئيس الحكومة وحزب الليكود بنيامين نتنياهو أنه وفقاً للتفاهمات التي تم التوصل إليها بين الجانبين وستجري بلورتها في اتفاق مكتوب، من المقرر أن يشارك غانتس في حكومة وحدة برئاسة نتنياهو مع أعضاء الكنيست من حزبه "مناعة لإسرائيل"، وسيتولى في البداية منصب وزير الخارجية أو وزير الدفاع، ثم يشغل منصب رئيس الحكومة في أيلول/سبتمبر 2021. وسيتولى عضو الكنيست غابي أشكنازي منصب وزير الدفاع أو وزير الخارجية، ويتولى عضو كنيست ثالث من "مناعة لإسرائيل" منصب وزير العدل.

وأضافت هذه المصادر أنه من المتوقع أن يستقيل غانتس من رئاسة الكنيست، بعد تأليف حكومة الوحدة، ليحل محله عضو كنيست من حزب الليكود، يرجَّح أن يكون رئيس الكنيست المستقيل يولي إدلشتاين.

ووعد غانتس في أول خطاب له كرئيس للكنيست، بعد انتهاء عملية التصويت، بتعزيز حكومة الوحدة الوطنية، وأشار إلى أن إسرائيل بحاجة إلى حكومة وحدة طارئة لمكافحة فيروس كورونا.

وادعى غانتس أن الديمقراطية انتصرت، مشيراً إلى المعركة المريرة التي خاضها خلال الأسبوع الفائت مع سلفه رئيس الكنيست السابق إدلشتاين من الليكود الذي حاول منع التصويت على المنصب.

وأدى قرار غانتس هذا على الفور إلى انهيار تحالف "أزرق أبيض"، إذ رفض القيادي الثاني في التحالف يائير لبيد وعضو الكنيست موشيه يعلون هذه الخطوة.

وقدم كل من لبيد ويعلون طلباً رسمياً لانفصال حزبيهما عن "أزرق أبيض" مساء أمس، علماً بأن عضوي الكنيست يوعز هندل وتسفي هاوزر من "تلم" أيدا تولي غانتس منصب رئيس الكنيست.

ورجحت تقارير إعلامية أن يشمل ائتلاف حكومة الوحدة 78-79 عضو كنيست من أحزاب الليكود، و"مناعة لإسرائيل"، وتحالف "يمينا"، وشاس، ويهدوت هتوراه. وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أن هذا الائتلاف سيضم أيضاً حزب العمل الذي سينفصل عن حزب ميرتس، وهذا من شأنه أن يترك أحزاب "يوجد مستقبل" و"إسرائيل بيتنا" وميرتس والقائمة المشتركة في المعارضة. ومع ذلك قد تكون هناك تقلبات أُخرى ممكنة، إذ ورد أن عضوي الكنيست هندل وهاوزر من "تلم" يدرسان الانضمام إلى الائتلاف.

وأُعلن التوصل إلى تفاهمات بشأن تأليف حكومة وحدة بين نتنياهو وغانتس في الوقت الذي اجتمع فيه الكنيست أمس لانتخاب رئيس جديد، بعد استقالة إدلشتاين أول أمس (الأربعاء). وقدم غانتس نفسه كمرشح وحيد لمنصب رئيس الكنيست، والتي من المقرر أن يشغلها فترة وجيزة فقط ريثما يتم الانتهاء من التفاوض على شروط إقامة حكومة الوحدة.

وخلال النقاش الذي سبق انتخاب رئيس الكنيست، أشاد عضو الكنيست يوآف كيش من الليكود بخطوة غانتس ووصفها بأنها شجاعة.

في المقابل، أكدت عضو الكنيست تمار زاندبرغ من ميرتس أن غانتس سيصبح سجادة تحت أقدام رئيس حكومة محتال ومحرض وعنصري.

وأشارت زاندبرغ إلى أن غانتس، بخطوته هذه، يقوم بخداع ملايين الناخبين الذين دعموا الكتلة الديمقراطية اليسارية وسعوا لبديل من نتنياهو.

 

المزيد ضمن العدد 3287