على المؤسسة الأمنية أن تفهم أنها تأتي الآن في المرتبة الثانية وأن الصحة تأتي أولاً
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- أي مواطن أو جندي في الاحتياط يزور في هذه الأيام مكاتب كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي أو غرف العمليات أو وحدات حساسة، يُطلب منه لدى دخوله توقيع نموذج يتعهد فيه أنه لم يعد من الخارج في الأسابيع الأخيرة، ولا يعاني حرارة، ولم يمكث بالقرب من مريض. وفي رأي ضابط رفيع المستوى، إن انعكاسات الكورونا في المدى البعيد ستكون أكبر من انعكاسات الهجمات الإرهابية في 11 أيلول/سبتمبر.
- تنطوي التطورات الأخيرة على خطر إضافي بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي: الخطة المتعددة السنوات الطموحة التي بلورها رئيس الأركان أفيف كوخافي، تصطدم بعقبة هائلة وغير متوقعة. لقد سبق أن عُرقل بدء العمل بالخطة بسبب ثلاث معارك انتخابية، وبسبب العجز الكبير في ميزانية الدولة الذي يُقدر بما لا يقل عن 20 مليار شيكل. لقد نجح الجيش الإسرائيلي في الدفع قدماً بعدد من المشاريع بواسطة زيادة ملياري شيكل مرة واحدة وافقت عليها الحكومة الانتقالية. لكن الآن، وبعد ظهور ثمن الإهمال المنهجي لجهاز الصحة والنقص في عدد الأسرّة في المستشفيات، وفي وقت يتخوف الاقتصاد من الركود، يواجه الجيش منافسة كبيرة على الموارد.
- هذا ما جرى لبني غانتس في بداية العقد الماضي. فقد ألحق التغيير الموقت لسلم الأولويات، بسبب الاحتجاج الاجتماعي في صيف 2011، ضرراً بالجيش الإسرائيلي، وأدى الى التخلي عن خطتين متعددتي السنوات.
- رئيس الأركان سيعرض خطة "تنوفا" على أنها شهادة تأمين ضرورية للدفاع عن أمن إسرائيل القومي. وسيزعم أنه في العقد الأخير حدث تقدم بارز في القدرة العملانية للحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وبدرجة أقل التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة. في الوقت عينه، زاد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي من الحاجة إلى الاستعداد لحدوث صدام إقليمي يشمل إيران أيضاً. ومن دون تحسين جذري لقدرة الجيش الإسرائيلي، سيكون من الصعب المحافظة على الفجوة النوعية بين إسرائيل والعدو. وبحسب الجيش، ستكون النتيجة عند حدوث حرب، استمرار القتال لأسابيع كثيرة، وسيكون من الصعب عليه خلالها تحقيق انتصار حاسم، وستدفع إسرائيل ثمناً باهظاً من الخسائر بالأرواح، ومن الخسائر الاقتصادية.
- يدّعي رئيس الأركان أنه إذا لم تجرِ الموافقة على الخطة المتعددة السنوات، ستكون الدولة مكشوفة وعرضة للهجوم. وفي رأي الجيش، الرد على ذلك هو من خلال شراء سلاح هجومي دقيق وصواريخ لاعتراض القذائف (مثل منظومة القبة الحديدية وصاروخ حيتس 3)، والتسلح الكثيف بمعدات تكنولوجية جديدة، مع التركيز على المجال السيبراني.
- فيما يتعلق بأعداء إسرائيل في المنطقة، لا يزال هناك احتكاك أمني معين- في الأمس قُتل جنديان أميركيان وجندي بريطاني في هجوم بالصواريخ شنته ميليشيات موالية لإيران في العراق - لكن من الواضح أن حجم هذا الاحتكاك انخفض، وأن المشكلات الأمنية الملحة تراجعت الى المرتبة الثانية في سلم الأولويات الإقليمي. إيران بصورة خاصة تعاني كثيراً جرّاء تفشّي فيروس الكورونا بسبب تأخرها في إغلاق خطوط الطيران من الصين. لم يشأ الإيرانيون إغضاب بيجين على خلفية الحجم الكبير في التجارة بين الدولتين.
- تفشّي الفيروس في البداية، في الأساس على المسار بين المدينة المقدسة قم وطهران، أدى إلى إصابة عدد كبير نسبياً من كبار المسؤولين في النظام الذين يترددون كثيراً على المدينتين. حتى الأمس تحدثت طهران عن إصابة أكثر من 10 آلاف شخص بالمرض ووفاة أكثر من 420 مريضاً. لكن معالجة طهران للفيروس تبدو فاشلة وبطيئة، وتشك الأجهزة الاستخباراتية في الغرب في أن العدد الحقيقي للمصابين في إيران أكبر بكثير مما تتحدث عنه التقارير الرسمية.
- لا تصدق إسرائيل التقارير التي تحدثت عن إصابة الأمين العام لحزب الله بالكورونا، أو أنه أُدخل الى الحجر بسبب تفشّي المرض. بالأمس بلغ عدد الوفيات بالكورونا في لبنان 3 أشخاص، قبل أن يجري وقف الرحلات من إيران إلى لبنان التي كانت، على ما يبدو، مصدر انتقال المرض إليه.
- يضرب الفيروس إيران في ظروف صعبة، في ضوء الأزمة الاقتصادية المستمرة التي تفاقمت بعد تجديد العقوبات الأميركية على إيران. وقد أدى تباطؤ النشاطات الاقتصادية بسبب الكورونا إلى انخفاض إضافي في أسعار النفط، وهو ما ساهم في تأجيج صراع القوى في سوق النفط بين السعودية وروسيا. وانخفض إنتاج النفط الإيراني إلى نصف مليون برميل يومياً. وهذا الأسبوع بلغ الإنتاج نحو 150 ألف برميل في اليوم، بينما تأرجح سعر البرميل حول 30 دولاراً فقط. وهذا يشكل ضربة دراماتيكية بالنسبة إلى طهران.
- تعمق هذه الأزمة من معضلة النظام بشأن استمرار نشاطاته التآمرية في شتى أنحاء الشرق الأوسط. لقد كان هذا هو المشروع الكبير للجنرال قاسم سليماني الذي اغتاله الأميركيون في العراق في مطلع كانون الثاني/يناير. يبدو أن ورثته والقيادة في طهران سيضطران إلى إعادة التفكير في حجم عملياتهم الإقليمية، في ضوء الضائقة الحالية التي تزداد حدة.