الطريق إلى استبدال السلطة
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- سبب قيام حزب أزرق أبيض هو إنهاء عهد بنيامين نتنياهو. وليس صدفة أنه حظي بلقب حزب "فقط ليس بي بي". وما يوحد بين أعضائه هو ثقة بني غانتس المطلقة، ومَن يقف إلى يساره (حزب يوجد مستقبل) وإلى يمينه "تيليم" – أن مصلحة إسرائيل تقتضي استبدال نتنياهو. من أجل ذلك قام، ومن أجل ذلك انتخبوه.
- في الكلام الذي قاله غانتس عشية يوم السبت، أعلن أن "عهد سلطة نتنياهو انتهى"، ووعد ببذل كل "جهده كي لا تكون هناك انتخابات رابعة". السبيل الوحيد إلى تنفيذ هذا الوعد هو تأليف حكومة مع تحالف العمل – غيشر - ميرتس، بتأييد من حزب إسرائيل بيتنا والقائمة [العربية] المشتركة.
- يجب أن نكون واقعيين: نتائج الانتخابات من جهة، وتمسّك الأحزاب الحريدية بكتلة اليمين برئاسة نتنياهو من جهة أُخرى، لا يتركان خياراً لحزب أزرق أبيض. على الرغم من الموقف الانفصالي لحزب بلد [التجمع الوطني الديمقراطي]، من دون تعاون سياسي بين اليهود والعرب ليس هناك إمكان لاستبدال نتنياهو والحؤول دون انتخابات رابعة.
- بفضل الـ15 مقعداً التي حققتها القائمة المشتركة، كتلة الوسط - اليسار تبدأ باستيعاب ما فهمه نتنياهو منذ سنوات: التهديد الوحيد لحكم اليمين هو تعاون بين كل أحزاب الكتلة، بمن فيها القائمة المشتركة. هذا الإدراك هو الذي فرض استراتيجيته السياسية في كل سنوات حكمه: التفريق بين أجزاء اليسار، منعهم من توحيد قواهم، والحكم الى ما لا نهاية. حملة نزع الشرعية التي قادها ضد أعضاء الكنيست العرب كان كل هدفها إقناع الجمهور بأن التمثيل البرلماني لمواطني إسرائيل من العرب هو باطل وخطر، والتحالف معه ممنوع.
- لا يخفي نتنياهو حقيقة أن الصوت العربي هو باطل في نظره ويخرج مقاعد العرب في الكنيست من تعداد الأصوات. بكل وقاحة يصر على أن "كتلة اليسار مؤلفة فقط من 47 مقعداً" وأن "العرب ليسوا جزءاً من هذه المعادلة، وهذه إرادة الشعب"، واحتمال قيام ائتلاف مع العرب أو تأييدهم هو "سرقة أصوات". ليس المقصود فقط "سياسة واقعية"، بل ضرورة أخلاقية. التحريض ضد المواطنين العرب وضد ممثليهم وضد كل من هو مستعد للتعاون معهم، وثمار التحريض العفنة التي تملأ الساحة العامة، يجعلان من نتنياهو إنساناً من مصلحة إسرائيل استبداله.
- بالأمس تحدث غانتس مع رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، ومع رئيس الكتلة أحمد الطيبي، ومع رئيس حزب راعام منصور عباس. وبحسب البيان، كرر غانتس نيته تأليف حكومة تخدم كل مواطني إسرائيل يهوداً وعرباً. "في دولة إسرائيل كل الأصوات متساوية"، أعلن غانتس، رداً على إخراج القائمة المشتركة من تعداد المقاعد في معسكر المعارضين له. حان الوقت كي نرى أن المقصود ليس كلمات فقط.