وجهة نتنياهو وبينت هي نحو إيجاد تسوية مع "حماس"
تاريخ المقال
المصدر
- خلافاً للتصريحات القتالية التي أدلى بها كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع نفتالي بينت، خلال الأيام القليلة الماضية، وهددا فيها بتوجيه ضربات غير مسبوقة إلى حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، يواصل المسؤولون في إسرائيل محاولات إعادة الهدوء إلى منطقة الحدود الجنوبية والوصول إلى وقف تام لإطلاق النار قبل الانتخابات العامة التي ستجري يوم 2 آذار/مارس المقبل.
- ومن أجل إظهار هذه الرغبة قررت المؤسسة السياسية في إسرائيل، واستثنائياً، أول أمس عدم الرد على إطلاق قذائف صاروخية من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية. واتخذت هذه الخطوة من منطلق الأمل بأن تكف حركة "حماس" عن إطلاق القذائف الصاروخية والبالونات المفخخة، وبذا يمكن العودة إلى مسار "التسوية الصغيرة" التي بدأت الاتصالات بشأنها.
- غير أن "حماس" لم تقدّم البضاعة المطلوبة مرة أُخرى. صحيح أنه تم تسجيل انخفاض معيّن في عدد إطلاق البالونات، لكن إطلاق القذائف الصاروخية التي تنغّص حياة سكان المستوطنات المحيطة بالقطاع ما زال مستمراً. وبناء على ذلك، لا يمكن لإسرائيل أن تعيد إلى "حماس" الجزرات التي أُخذت منها في الفترة الأخيرة: تقليل عدد العمال الذين يُسمح لهم بالخروج من القطاع للعمل في إسرائيل بـ500 عامل؛ تضييق مساحة صيد الأسماك المسموح بها قبالة شواطئ القطاع من 15 ميلاً إلى 10 أميال؛ حظر تصدير الأسمنت إلى القطاع. ويمكن الافتراض أن كل هذه الجزرات لن تُعاد إلى "حماس" قبل عودة الهدوء بصورة مطلقة.
- على خلفية كل ذلك، وفي ظل الانتخابات العامة القريبة، بدأت معركة تبادل الاتهامات بين السياسيين بشأن المسؤولية عن التعامل مع قطاع غزة. في البداية يجب معرفة الحقائق، وفي مقدمها أن السياسة المتبعة حيال غزة قام ببلورتها في السنة الأخيرة كل من رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال أفيف كوخافي، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، ونتنياهو. وهؤلاء ينسقون فيما بينهم على أتم وجه في كل ما يتعلق بموضوع التهدئة والتسوية واحتواء إرهاب البالونات. وعندما جاء نفتالي بينت إلى وزارة الدفاع تبنّى نفس السياسة، ولم يطرأ عليها أي تغيير بما في ذلك الهجمات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي. كما أن موقف بينت من موضوع التسهيلات التي يجب منحها للقطاع هو الأكثر تساهلاً، ووفقاً له، فإن إسرائيل على استعداد لمنح تسهيلات أكبر بكثير، لكن ذلك لن يتم في ظل استمرار أي عملية إطلاق نار. وفي المرحلة الحالية يكفي من ناحية إسرائيل أن يسود الهدوء ليوم واحد فقط حتى تعيد كل التسهيلات. وعلى الرغم من ذلك ما زال من غير الواضح ما الذي تريده "حماس" حقاً.