قال مسؤول كبير في الوفد المرافق لنتنياهو بعد وصول الأخير من موسكو، إن حكومة إسرائيل تعمل مع الإدارة الأميركية على توضيح مسألة الضم. جاء ذلك بعد تصريح مستشار الرئيس ترامب جاريد كوشنير بأن الإدارة الأميركية تعارض الضم الفوري، ويتعين على إسرائيل الانتظار إلى ما بعد الانتخابات.
و رأى المسؤول أن الخلافات في الرأي بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن موضوع الضم هي خلافات تقنية: إسرائيل تريد أولاً ضم غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات في الضفة- وبعدها المنطقة المحيطة بهذه المستوطنات. بينما يريد الأميركيون أن يجري هذا دفعة واحدة وليس بصورة فورية.
وكتبت نوعا لنداو في "هآرتس"(31/1/2020) أنه بالاستناد إلى عدد من المصادر الإسرائيلية والأميركية، فإن السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان هو الذي شجع نتنياهو على إعلان الضم الفوري لغور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية، بعد إطلاق صفقة القرن، والمعروف عن فريدمان أنه من أكبر الداعمين للمستوطنات. وبالاستناد إلى هذه المصادر، فقد فعل ذلك من دون علم جاريد كوشنير، وهذه ليست هي المرة الأولى. وتضيف المصادر أن نتنياهو وفريدمان والمقربين منهما زودوا العديد من الصحافيين في إسرائيل بمعلومات تشدد على مبادرة الضم، للتغطية على تفصيلات أُخرى تضمنتها الخطة قد لا تروق كثيراً لليمين الإسرائيلي، مثل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، تضم 70% من أراضي الضفة الغربية التي سيجري ربطها بقطاع غزة. في هذه المناطق ممنوع على إسرائيل تغيير الوضع القائم خلال السنوات الأربع القادمة، ويستطيع الفلسطينيون خلالها تغيير موقفهم والانضمام إلى المفاوضات. وعلى ما يبدو، أراد نتنياهو تسويق الخطة التي، على الرغم من ميلها بوضوح إلى مصلحة إسرائيل، فإنها تؤسس أيضاً لفكرة الدولة الفلسطينية، ومن هنا كان التشديد على فكرة الضم. بهذه الطريقة كان نتنياهو يحاول الحصول على دعم زعماء المستوطنين الذين كانوا يعارضون أي ذكر للدولة الفلسطينية حتى اللحظة الأخيرة.