الهدف الحقيقي لـ"صفقة القرن" هو السلام بين نتنياهو وغانتس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • بعد سنوات من التصريحات والتخطيطات، المرفقة بقدر كبير من التوقعات، من المتوقع أخيراً الكشف كلياّ عن الجزء السياسي من خطة إدارة ترامب للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، المعروفة أيضاً بـ"صفقة القرن". الطاقم المسؤول برئاسة صهر رئيس الولايات المتحدة جاريد كوشنير، سئم من انتظار نتائج الانتخابات التي لا تنتهي في إسرائيل. الموفد الشاب إلى المنطقة، آفي بركوفيتش، مساعد كوشنير السابق الذي حل محل جايسون غرينبلات، رأى كيف تخسر مهمته قيمتها بمرور الوقت. وكلما قصرت الولاية السياسية للمسؤولين في القدس وواشنطن، كلما فقد العاملون في هذه المهمة صبرهم، وخشوا من أن تُدفن المسودة التي كتبوها حتى من دون نعي.
  • لذلك، عندما أعطى غانتس هذا الأسبوع الضوء الأخضر رسمياً للتدخل في المعركة الانتخابية الثالثة، بعد أن أدرك أن الخطة من الممكن أن تُنشر معه أو من دونه، بدأ العد العكسي العلني لحفل إطلاقها في البيت الأبيض. غانتس المحاط بالألغام لم يكن قادراً على تقدير حجم المواد الناسفة التي تحيط به، ويا للعجب، الموعد المقرر لإطلاق الصفقة، ليس سوى اليوم الذي من المتوقع أن تجري فيه أيضاً مناقشة حصانة بنيامين نتنياهو. كل ذلك بينما المضيف نفسه غارق في التحقيقات حتى رقبته. هكذا تحولت صفقة السلام الموعود بين إسرائيل والفلسطينيين إلى صفقة السلام بين نتنياهو وغانتس، أو لمزيد من الدقة، صفقة القرن لنتنياهو. الاثنان دُعيا معاً إلى مناقشتها، كأنهما هما اللذان يجب أن يتوصلا إلى تفاهمات.
  • هذا التوجه ليس من المفترض أن يفاجىء مَن تابع عن قرب الكشف عن الجزء الأول، الاقتصادي، من الخطة، في المؤتمر الاحتفالي الذي عُقد في حزيران/يونيو في العاصمة البحرينية المنامة. لقد كان واضحاً لكل الذين حضروا المؤتمر أن الفلسطينيين ليسوا طرفاً. هم يظهرون في الصور وفي الفيديوهات، لكن هذا الحدث لم يكن أبداً من أجلهم.
  • في مناسبات عديدة أثبت الأميركيون مرة بعد أُخرى أن صفقة السلام لا تهدف إلى تحقيق سلام إسرائيلي - فلسطيني. كل موضوع طالبوا بـ"إبعاده عن طاولة المفاوضات" - من نقل السفارة إلى القدس، مروراً بتقليص الأموال المخصصة للسلطة، وصولاً إلى الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان - كان للمحافظة على سلامة نتنياهو. الربط بين "طاقم السلام" من مؤيدي المستوطنين، وبينهم السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان الذي يتصرف كسفير إسرائيل في واشنطن، وبين قاعدة المؤيدين من الإنجيليين للرئيس ترامب ونائبه مايك بنس، لم يترك منذ البداية مجالاً للخيال.
  • إلى جانب الوعود المتكررة من جانب أطراف إسرائيلية منذ أيلول/سبتمبر بأن الخطة ستضمن سيادة إسرائيلية على كل المستوطنات، وضم غور الأردن وترسيخه كحدود شرقية لإسرائيل، تؤكد هذه الأطراف أن رفضاً فلسطينياً فورياً لترامب سيؤدي إلى شرعنة هذه الخطوات أيضاً من طرف واحد. لذا يُطرح السؤال أليس من الأصح تسمية هذه الخطة خطة الضم. من جهة أُخرى، تحذر هذه الأطراف من وجود وجه آخر للعملة: كل المدنيين الفلسطينيين سيبقون أيضاً تحت سيطرة السلطة التي ستُعتبر دولة منزوعة السلاح.
  • مع ذلك، من المهم أن نتذكر أن كل ذلك هو تسريبات تمثل في الأساس المصلحة في تسويق هذه الخطة للجمهور الإسرائيلي، اليميني في أغلبيته. ما الذي يوجد فعلاً في الوثيقة، كله سنعرفه بالتحديد فقط مع الكشف الكامل عنها قريباً. المشهد سيكون من دون شك غريباً جداً: اثنان يطمعان بعرش إسرائيل يناقشان معاً في البيت الأبيض خطة سلام من دون شريك فلسطيني، بدعم من اليمين وبمعارضة اليسار. ربما على الأقل سينتج من ذلك حكومة.