دعوة نتنياهو وغانتس لزيارة واشنطن لمناقشة خطة "صفقة القرن" قبل إعلانها على الملأ
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

رحب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالدعوة التي قدمها إليه نائب الرئيس الأميركي مايك بينس لزيارة واشنطن الأسبوع المقبل من أجل مناقشة خطة السلام الأميركية المعروفة باسم "صفقة القرن" قبل إعلانها على الملأ.

وتمت دعوة نتنياهو وزعيم تحالف "أزرق أبيض" عضو الكنيست بني غانتس إلى زيارة البيت الأبيض يوم الثلاثاء المقبل قبيل قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالكشف عن "صفقة القرن" التي سيتم إعلانها على الأغلب قبل الانتخابات الإسرائيلية العامة التي ستجري يوم 2 آذار/مارس المقبل.

وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام بعد تلقيه الدعوة في مستهل الاجتماع الذي عقده مع بينس في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس مساء أمس (الخميس)، أن الرئيس الأميركي يتطلع إلى منح إسرائيل السلام والأمن اللذين تستحقهما. وأشار إلى أنه هو من اقترح على ترامب أن يدعو غانتس إلى هذا الحدث حتى لا تفوّت هذه الفرصة التاريخية.

في المقابل، جددت السلطة الفلسطينية أمس رفضها خطة السلام الأميركية بعد إعلان دعوة نتنياهو وغانتس إلى واشنطن لمناقشة الخطة.

وقال نبيل أبو ردينة الناطق بلسان رئيس السلطة الفلسطينية في بيان صادر عنه، إن السلطة الفلسطينية تؤكد مرة أُخرى رفضها القاطع للقرارات الأميركية التي جرى إعلانها بشأن القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، إلى جانب جملة القرارات الأميركية المخالفة للقانون الدولي. وأشار إلى أن السلطة تجدد تأكيد موقفها الثابت الداعي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وحذّر أبو ردينة من أنه إذا ما تم إعلان هذه الصفقة بهذه الصيغ المرفوضة، فستعلن القيادة الفلسطينية سلسلة إجراءات تحافظ فيها على حقوق الفلسطينيين الشرعية، وستطالب إسرائيل بتحمّل مسؤولياتها كاملة كسلطة احتلال.

من ناحية أُخرى، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن جميع التقارير بشأن تفصيلات "صفقة القرن" ليست إلّا مجرد تكهنات.

وقال ترامب في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مساء أمس: "إن الولايات المتحدة تتطلع إلى استقبال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس تحالف ‹أزرق أبيض› بني غانتس في البيت الأبيض الأسبوع المقبل. إن التقارير بشأن تفصيلات خطتنا للسلام التي لم نكشف عنها بعد وتوقيت إعلانها ليسا إلّا مجرد تكهنات".

وقالت مصادر رفيعة المستوى في تحالف "أزرق أبيض" إنه يجب التأكد مما إذا كانت خطة السلام الأميركية جادة وصادقة أم أنها مجرد مناورة انتخابية لرئيس الحكومة نتنياهو. وأشارت هذه المصادر إلى أن توقيت الزيارة في واشنطن يتزامن مع عقد جلسة للهيئة العامة للكنيست من أجل الدفع قدماً بإقامة لجنة الكنيست التي ستناقش طلب نتنياهو الحصول على حصانة برلمانية تجنّبه المثول أمام المحاكمة بشبهة ارتكاب مخالفات فساد. لكن هذه المصادر أكدت في الوقت عينه أن قيام الرئيس الأميركي بدعوة غانتس إلى واشنطن لكونه المرشح لرئاسة الحكومة إلى جانب نتنياهو تُظهر أن في إمكان غانتس استبدال نتنياهو بعد الانتخابات المقبلة.

وأضافت المصادر نفسها أنه في حال شملت الخطة إخلاء مستوطنات أو إقامة دولة فلسطينية فهذا من شأنه أن يعقّد علاقات نتنياهو مع معسكر اليمين.

ويبدو أن نية الإدارة الأميركية نشر تفصيلات "صفقة القرن" تأتي في ظل تصريحات أدلى بها عدد من الساسة الإسرائيليين مؤخراً بشأن ضم أراض من الضفة الغربية الى السيادة الإسرائيلية، إذ أعلن نتنياهو نيته بسط السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت وجميع المستوطنات في الضفة الغربية، وأعلن غانتس نيته ضم غور الأردن وشمال البحر الميت، إلّا إنه أوضح أنه سيفعل ذلك بعد نيل موافقة المجتمع الدولي، بينما أعلن وزير الدفاع نفتالي بينت ضرورة بسط السيادة الإسرائيلية على مناطق ج في الضفة الغربية.

وكان الشق الاقتصادي لـ"صفقة القرن" نُشر في حزيران/يونيو الفائت خلال مؤتمر عُقد في البحرين، وينص على تأسيس صندوق استثمار دولي تبلغ ميزانيته 50 مليار دولار لإقامة مشاريع إنمائية لتحسين الاقتصاد الفلسطيني والاستثمار في دول مجاورة.