التقييم الاستراتيجي لـ"معهد أبحاث الأمن القومي": اغتيال سليماني قد يؤدي إلى تغيير استراتيجي في الشرق الأوسط والتحديات الأمنية في الجبهة الشمالية تشكل التهديد الأخطر خلال سنة 2020
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

أكد "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب أن اغتيال قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني من شأنه أن يؤدي إلى تغيير استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط من السابق لأوانه تقييم انعكاساته الآن، لكنه يلزم إسرائيل الاستعداد لكافة السيناريوهات، ابتداء من تصعيد محدود وانتهاء بصراع واسع النطاق بين إيران والولايات المتحدة.

وجاء هذا التأكيد في سياق التقييم الاستراتيجي لإسرائيل ومؤشر التهديدات الأمنية لسنة 2020 الذي قدمه "معهد أبحاث الأمن القومي" إلى رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين أمس (الاثنين)، وشدد فيه أيضاً على أن التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل في الجبهة الشمالية [مع سورية ولبنان] تشكل التهديد الأمني الأخطر بالنسبة إليها في السنة الحالية. كما شدد على أن خطر التدهور إلى معركة عسكرية في الجبهة الشمالية ازداد كثيراً، وقد يسفر عن الانجرار إلى حرب جديدة في لبنان في إثر هجوم إيراني محتمل ضد أهداف إسرائيلية.

وأضاف التقييم الاستراتيجي أن البرنامج النووي الإيراني يأتي في المكان الثاني ضمن قائمة التهديدات التي أعدها المعهد، لكنه يُعتبر بمثابة التهديد الأخطر لوجود إسرائيل، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن احتمال إنتاج قنبلة نووية من طرف إيران في سنة 2020 ضعيف من ناحية فعلية، إلّا إن الخطورة المحتملة لهذا التهديد بالنسبة إلى المستقبل هي الأعلى.

وذكر التقييم أن موضوع اندلاع مواجهة عسكرية في الجبهة الجنوبية [مع قطاع غزة] يأتي في المكان الثالث ضمن قائمة التهديدات الأمنية. ووفقاً له، فإن احتمال حدوث تصعيد مع حركة "حماس" يبقى كبيراً على الرغم من الجهود لإنجاز تهدئة بين الطرفين. وأكد التقييم أن شدة التهديد في الجبهة الجنوبية ضعيفة نسبياً مقارنة بما يواجه إسرائيل في الجبهة الشمالية، لكنه في الوقت عينه شدد على أنه إذا لم تتوصل إسرائيل و"حماس" إلى تفاهمات بشأن وقف إطلاق النار وتطبيقها فإن احتمالات المواجهة الواسعة في قطاع غزة ستزداد.

وقدم التقييم رئيس "معهد أبحاث الأمن القومي" اللواء احتياط عاموس يدلين.

وقال رئيس الدولة رؤوفين ريفلين بعد تسلمه التقييم إنه ينظر ببالغ الأهمية إلى هذه التقديرات، وأشار إلى أن دولة إسرائيل تمر حالياً بأزمة شلل سياسي بسبب عدم وجود حكومة منتخَبة فيها.

وأضاف ريفلين أن الأطراف السياسية المركزية تعلم خطورة هذه التحديات، ولا سيما التهديد الإيراني، لكنها لا تعمل على تضافر الجهود لمواجهتها بل تتجادل بشأن قضايا سياسية داخلية. وشدد على أن المهمة التي ستكلَّف بها الحكومة الإسرائيلية المقبلة هي التعامل بفاعلية مع التهديد الإيراني والاستقطاب السياسي المتزايد الذي يقوض الصمود الوطني.