الجيش يعلن رفع حالة التأهب في شمال إسرائيل إلى الدرجة القصوى في إثر اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني في العراق
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني

قالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قطع زيارته إلى اليونان فجر اليوم (الجمعة) وعاد إلى إسرائيل في إثر قيام الولايات المتحدة باغتيال قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد الليلة الماضية.

بموازاة ذلك، أعلنت قيادة الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب في شمال إسرائيل إلى الدرجة القصوى، وتم إغلاق متنزه جبل الشيخ أمام الزوار اليوم، وطُلب من الجمهور عدم الاقتراب من المكان.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت فجر اليوم أنها قامت باغتيال سليماني ونائب رئيس ميليشيات الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس، في غارة شنتها مقاتلات أميركية الليلة الماضية واستهدفت سيارتين بالقرب من مطار العاصمة العراقية بغداد، وقُتل فيها 6 أشخاص آخرين.

وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع الأميركية إن ترامب هو من أصدر الأمر بقتل سليماني، مشيراً إلى أن هذا الأخير كان يعمل بكد على وضع خطط لمهاجمة دبلوماسيين أميركيين وجنود في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة، كما أنه و"فيلق القدس" مسؤولان عن مقتل المئات من العسكريين الأميركيين وجرح آلاف منهم.

وأكد البيان أن الهدف من هذا الاغتيال هو ردع إيران عن ارتكاب هجمات إضافية ضد القوات الأميركية في العراق.

ونشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجر اليوم صورة لعلم الولايات المتحدة في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" من دون أي تعليق.

ورحب السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بهذا الاستهداف، وحذّر إيران من مغبة الاستمرار في عدوانها، مهدداً بأنها ستدفع ثمناً باهظاً، بما في ذلك تدمير بنيتها التحتية الخاصة بالنفط، وقال إنه لو كان موظفاً في منشأة نفط إيرانية لَأصابه القلق. 

في المقابل، دان خصوم ترامب الديمقراطيون، بمن فيهم منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية جو بايدن، هذه العملية.

وقال بايدن النائب السابق للرئيس إن ترامب ألقى للتو أصبع ديناميت في برميل بارود وعليه أن يقدم توضيحات للشعب الأميركي، مؤكداً أنه بمثابة تصعيد هائل في منطقة خطرة أساساً.

وأكد بيرني ساندرز المرشح الآخر للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي أن التصعيد الخطر لترامب يقرّب أكثر من حرب كارثية أُخرى في الشرق الأوسط. وأضاف أن ترامب وعد بإنهاء الحروب التي لا تنتهي، لكن عمله هذا يضعنا على طريق حرب أُخرى.

وأكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي النائب الديمقراطي إليوت إنجل إن هذه الضربة تمت من دون إخطار الكونغرس أو التشاور معه. وأضاف أن تنفيذ عمل بمثل هذه الخطورة من دون إشراك الكونغرس ينطوي على مشكلات قانونية خطرة ويشكل إهانة لصلاحيات الكونغرس. 

وقال رئيس منظمة "مجموعة الأزمات الدولية" روبرت مالي إن رئيساً أقسم على جعل الولايات المتحدة في منأى عن حرب أُخرى في الشرق الأوسط أصدر في الواقع للتو إعلان حرب.

وأقر الحرس الثوري الإيراني بمقتل قائد "فيلق القدس". وقال مسؤولون إيرانيون في حديث مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن القضاء على سليماني يعني إعلان حرب، وأكدوا أن طهران سترد بصرامة على ذلك.

وأُعلن في طهران أن مجلس الأمن القومي الإيراني سيعقد اليوم اجتماعاً استثنائياً للبحث في الهجوم الذي استهدف سيارة الجنرال سليماني في بغداد وأدى إلى مقتله.

وتوعد مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بانتقام قاس، وأعلن الحداد الوطني ثلاثة أيام في البلد.

كما توعّد رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران والقائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي الولايات المتحدة بالانتقام لمقتل سليماني.

وحذّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من أن مقتل سليماني يمثل تصعيداً خطيراً للغاية ومتهوراً.

وقال ظريف إن عمل الإرهاب الدولي الذي قامت به الولايات المتحدة باستهداف واغتيال الجنرال سليماني، القوة الأكثر فعالية في محاربة "داعش" و"جبهة النصرة" وتنظيم القاعدة، هو تصعيد خطر للغاية وسينطوي على عواقب وخيمة.