مع تعذّر حكومة أكثرية، تأليف حكومة أقلية هل هو أمر جيد للديمقراطية؟
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • في هذه الأيام تألفت حكومة أقلية في كندا بعد الفوز الجزئي الذي حققه رئيس الحكومة جاستين ترودو. كذلك في تونس، جرت انتخابات واضطر الرئيس قيس سعيد  إلى مواجهة برلمان لم تحظ فيه أي كتلة بالأكثرية. في بريطانيا وفي إسبانيا، توجد الآن حكومتا أقلية. في السويد والدانمارك وإيرلندة، قيام حكومات أقليات هو أمر شائع. أيضاً في البرتغال ونيوزيلندة وتشيكيا وبلجيكا وسلوفانيا وكرواتيا توجد حكومات أقليات.
  • في الفترة الأخيرة، نشر رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية يوحنان بلسنر، مقالاً ذكر فيه أن إسرائيل عرفت في الماضي حكومة أقلية ولم تقع السماء على الأرض. هي بدأت بمهماتها بتأييد أقل من نصف أعضاء الكنيست، وفيما بعد انضم إليها شركاء آخرون. الذي ترأس هذه الحكومة آنذاك كان يتسحاق شمير، عندما حقق شمعون بيرس أغلبية لإسقاط الحكومة (60-55)، يومها فضّل الرئيس حاييم هرتسوغ السماح بقيام حكومة ضيقة مدة عامين قبل المضي إلى الانتخابات من جديد.
  • اليوم أيضاً، من الممكن تقنياً الحكم بواسطة ائتلاف ضيق مؤلف من حزب أزرق أبيض، والعمل-غيشر، والمعسكر الديمقراطي (44 عضواً)، لكن مثل هذا يتطلب امتناعاً جماعياً من التصويت، وغير معقول، في الكنيست من جانب أعضاء القائمة المشتركة وحزب إسرائيل بيتنا.
  • ثمة سيناريو ثان يسمح بقيام حكومة أقلية تشمل أزرق أبيض، واليسار والحريديم (60 عضواً). في مثل هذه الحالة، سيكون المطلوب فقط تأييد القائمة المشتركة من الخارج أو أجزاء منها، لكن ذلك يفرض تفكيك البلوك المؤلف من 55 عضواً، والذي أقامه نتنياهو بعد الانتخابات. يتصور بلسنر إمكان حكومة أقلية في انتظار انضمام الليكود إليها، بعد أن يتضح مستقبل نتنياهو في مواجهة الشبهات الجنائية الموجهة ضده.
  • يفضل السياسيون دائماً أغلبية مضمونة. مع كل التحديات الاقتصادية، والأمنية، والبيئية والاجتماعية، لماذا هم بحاجة إلى برلمان فعال وقوي في مواجهتهم؟ ينطبق هذا على كل السياسيين في كل مكان. في سنة 2017، فضّلت أنغيلا ميركل تأليف حكومة وحدة بدلاً من حكومة أقلية تصادق على كل قرار لها في مواجهة البوندستاغ.
  • لكن إذا كانت حكومة الأقلية دليلاً على تقصير السياسيين، فإنها بالنسبة إلى المواطنين، تحديداً، خيار جيد. في كل يوم ستكون الأغلبية ليست أوتوماتيكية وليست أمراً مفروغاً منه. وستحتاج الحكومة إلى العمل لإقناع الجمهور وممثليه بسياستها. لا يصوت أعضاء البرلمان انطلاقاً من التزامهم بصفقة سياسية (ائتلافية)، بل انطلاقاً من التزامهم بإرادة الجمهور الذي انتخبهم. كذلك مراقبة البرلمان لعمل الحكومة ستكون أكثر أهمية، لأن ليس لهذه الحكومة أغلبية مضمونة تستند إليها. من ناحية أُخرى، الحكومة بحاجة إلى العمل بقوة كي تخلق اتفاقاً عاماً وسط الجمهور حيال المسائل التي تعرضها على البرلمان. وهي أيضاً ستكون ملزمة بالدفع قدماً بخطوات تشجع مجموعة مصالح ضيقة للسكان.
  • هل الحكومة الضيقة قادرة على العمل؟ أحياناً يكون اليسار في الأقلية، وأحياناً اليمين. يجب الإشارة إلى أن حكومة أقلية ليس معناها أن القرارات تتخذها الأقلية. هذا يعني فقط أن الرزمة الائتلافية ليست مفروضة بصورة مسبقة. وكل قرار يتطلب أغلبية برلمانية. في أي حال، حكومة أقلية هي أمر ممتاز بالنسبة إلى الديمقراطية.
 

المزيد ضمن العدد 3196