قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه يحمّل حركة "حماس" المسؤولية عن أي هجمات صادرة من قطاع غزة، ورفض الكشف عن خططه للتعامل مع تصعيد الأوضاع الأمنية في المنطقة الجنوبية بعد إطلاق 10 صواريخ من قطاع غزة في نهاية الأسبوع الفائت أصاب أحدها منزلاً في بلدة سديروت المحاذية للقطاع.
وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد): "إننا نحمّل ‹حماس› المسؤولية عن أي هجوم يخرج من قطاع غزة. لن أفصّل ما هي خططنا هنا، لكننا سنواصل العمل في جميع الجبهات من أجل أمن دولة إسرائيل، سواء بالوسائل المرئية أو السرية، بحراً وجواً وبراً".
وشدّد نتنياهو على أن إسرائيل تعيش في الوقت الحالي في خضم فترة أمنية حساسة ومتفجرة للغاية في عدد من الجبهات في الشرق والشمال والجنوب.
في سياق متصل، عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية مساء أمس اجتماعاً استمر 4 ساعات ونصف الساعة على خلفية تصعيد الأوضاع الأمنية في المنطقة الجنوبية.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتس [الليكود] في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام الاجتماع، إن إسرائيل ستضطر إلى خوض معركة عسكرية واسعة في قطاع غزة قبل التوصل إلى تسوية تجلب الأمن والهدوء. وأضاف أنه إذا أرادت إسرائيل التخلص من حكم "حماس" في القطاع فإن ذلك سيجبرها على الدخول برّياً إليه. وكشف النقاب عن أنه خلال عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنّها في القطاع في صيف 2014 عرض رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي آنذاك بني غانتس خطة لاجتياح قطاع غزة ورجّح أن تسفر عن مقتل نحو 500 جندي إسرائيلي، لكنه في الوقت عينه أوصى بعدم شنّ اجتياح كهذا.
كما رجّح وزير الهجرة والاستيعاب يوآف غالانت [الليكود] أن تطلق إسرائيل معركة عسكرية شاملة في قطاع غزة في الوقت والظروف التي ترتئيها.
وقال غالانت في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] أمس، إن مجرد الرد على الاعتداءات الصاروخية لن يحلّ مشكلة غزة. وأكد أن إسرائيل تحمّل حركة "حماس" المسؤولية عمّا يجري في القطاع وينطلق منه وتعتقد أن في إمكان الحركة كبح المنظمات الأُخرى.
وكانت إسرائيل تعرّضت ليلة الجمعة الفائتة لإطلاق 10 صواريخ من قطاع غزة أصاب أحدها منزلاً في بلدة سديروت.
ورداً على ذلك قامت إسرائيل أول أمس السبت بشنّ غارات جوية على أهداف تابعة لـ"حماس" في غزة أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة اثنين آخرين بجروح.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، لكن إسرائيل تحمّل عادة حركة "حماس" مسؤولية العنف الصادر من القطاع.
وقال مسؤول رفيع في "حماس" إنه تم إطلاق الصواريخ من دون الحصول على موافقة الحركة، وأكد أن هذا الهجوم لم يكن من عمل أحد الفصائل الفلسطينية الرئيسية.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 [القناة العاشرة سابقاً] أن "حماس" نأت بنفسها عن إطلاق الصواريخ وقالت للوسطاء المصريين إنها تجري تحقيقاً لتحديد المسؤول عن إطلاقها.
وأشارت القناة إلى أن الاعتقاد السائد لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو أن حركة الجهاد الإسلامي هي التي تقف وراء إطلاق الصواريخ. كما أشارت إلى أن التقويمات السائدة داخل المؤسسة الأمنية هي أن هذا التصعيد الأخير انتهى، لكن قيادة الجيش لا تود المخاطرة ولذا قامت بتغيير نشر منظومة "القبة الحديدية" ونشر القوات العسكرية تحسباً لإطلاق مزيد من الصواريخ ذات مدى أبعد.
وتوالت ردات الفعل في الحلبة السياسية الإسرائيلية على إطلاق الصواريخ من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وقال رئيس تحالف "أزرق أبيض" المكلف تأليف الحكومة الجديدة عضو الكنيست بني غانتس إن حكومة برئاسته لن تتساهل مع تعرّض سكان جنوب إسرائيل للتهديد ولن تقبل مس السيادة الإسرائيلية.
وكتب غانتس في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنه ستتم إعادة قوة الردع بأي ثمن حتى ولو استلزم ذلك استهداف كل من يعمل على تصعيد الأوضاع. وأوضح أن "أزرق أبيض" سيؤيد أي رد حازم ومسؤول ستتخذه الحكومة من أجل جلب الهدوء إلى سكان المنطقة الجنوبية.
وقال عضو الكنيست يائير لبيد من "أزرق أبيض" إنه يجب الرد على الإرهاب المنطلق من قطاع غزة بقوة. وأضاف أن سياسة نتنياهو تجاه القطاع فشلت ويجب تغيير مفاهيم الأمن حيال القطاع ويجب على الجيش استخدام مزيد من الوسائل بما في ذلك العودة إلى استهداف رؤساء الإرهاب.
وقال عضو الكنيست موشيه يعلون من "أزرق أبيض" إن المسؤول الوحيد عن حالة الفلتان الأمني في المنطقة الجنوبية هو رئيس الحكومة نتنياهو.
وأكد رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان أن القصف الصاروخي من قطاع غزة جاء نتيجة سياسة التخاذل التي تتبعها الحكومة، وأشار إلى أن تحويل عشرات ملايين الدولارات إلى "حماس" يشجع الإرهاب ويشجع أيضاً أعداء إسرائيل في الشمال والنظام في إيران.
وقال عضو الكنيست جدعون ساعر من الليكود إن الرد على القصف الصاروخي من قطاع غزة كان يجب أن يكون أشد بكثير مما كان، وأشار إلى أن هدف إسرائيل يجب أن يكون تفكيك البنى التحتية العسكرية لـ"حماس" والجهاد الإسلامي. كما أشار إلى ضرورة تجاوز الأزمة السياسية الحالية بسرعة وتأليف حكومة وحدة واسعة.
وقال عضو الكنيست نفتالي بينت من "اليمين الجديد" إن إسرائيل تمر بحالة طوارئ ويجب تأليف حكومة وحدة وطنية على وجه السرعة.
في المقابل حمّل الناطق بلسان حركة "حماس" في قطاع غزة فوزي برهوم إسرائيل المسؤولية عن تداعيات التصعيد الأخير.
وأكدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان صادر عنها، أن تهديدات إسرائيل بشن حرب على قطاع غزة ليست جديدة على الشعب الفلسطيني، وهي تزيدها إصراراً على مواصلة الجهاد ضد الاحتلال.
وشددت سرايا القدس على أنها ستبقى تدافع عن الشعب ما دام هناك عدوان عليه، ولن تسمح لإسرائيل بتثبيت معادلات جديدة، وأكدت أن هذه الأخيرة يجب ألّا تشعر بالراحة وألّا تعيش مطمئنة طالما أنها ترتكب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وتحتل أرضه.