من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
هدف اللقاء الذي جرى أول من أمس بين بني غانتس وكوخافي، بحسب مقربين من رئيس حزب أزرق أبيض، هو من أجل "الحصول على تحديث مباشر" من رئيس الأركان بشأن التطورات الأخيرة في المنطقة". وفعلاً حدثت تطورات: من الهجوم الإيراني على منشآت النفط السعودية الذي بقي من دون رد أميركي، أو سحب القوات الأميركية من شمال سورية الذي مهد الطريق لهجوم تركي على الأكراد، بالإضافة إلى أن طهران اتهمت إسرائيل بالتورط في الهجوم على ناقلة نفط إيرانية، وفي الخلفية، وصول وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في زيارة إلى إسرائيل.
يولي غانتس بالتأكيد أهمية عليا لأمن إسرائيل، من هنا مبادرته إلى الاجتماع مع رئيس الأركان والحصول منه على تقدير للوضع من مصدر أول مفهوم. لكن يجب ألّا ننسى أنه بالإضافة إلى الوضع الجيوسياسي المعقد، هناك رئيس حكومة في ورطة سواء قانونية، أو فيما يتعلق بتأليف حكومة. أكثر من ذلك، المقصود هو رئيس حكومة لا يتردد في ربط وضعه الشخصي-السياسي بالوضع السياسي الأمني للدولة.
في إمكان غانتس أن يتشاور مع نفتالي بينت وأييليت شاكيد، وأن يتعلم منهما فصلاً من التلاعب السياسي- الذي دفعا ثمنه شخصياً في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، حين حاول نتنياهو آنذاك أيضاً منع تفكيك ائتلافه بواسطة زرع خوف أمني ترافق مع خطابه الترهيبي المعهود: "نحن نمر بإحدى المراحل الأمنية الأكثر تعقيداً، وفي مثل هذه الفترة لا نذهب إلى انتخابات". في أعقاب حملة الترهيب، بينت وشاكيد – زعيما حزب البيت اليهودي آنذاك- تراجعا عن التهديد ولاحقاُ دفعا ثمناً سياسياً باهظاً.
المشكلة الإيرانية هي فعلاً دراماتيكية، وتستحق معالجة رصينة وشاملة. كل محاولة للخلط بينها وبين اعتبارات سياسية، هي محاولة خطرة ويمكن أن يتضح أنها مأسوية. لذلك كان غانتس على حق عندما رفض صيغة نتنياهو لحكومة وحدة، حتى لو كان مقتنعاً بأن إسرائيل تواجه تحدياً أمنياً خطيراً. غانتس يدرك جيداً أن في إمكان حزب أزرق أبيض تأييد عملية عسكرية، أو قرار سياسي يكون في مصلحة إسرائيل في أي لحظة، حتى لو لم يكن جزءاً من الحكومة.
من الأفضل أن يوظّف غانتس أقصى جهوده في تشكيل ائتلاف بديل، كي يكون مستعداً عندما ينقل رئيس الدولة تفويض تأليف الحكومة إليه.