يجب رص الصفوف وعدم الانخداع
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • بعد فشل رئيس الدولة رؤوفين ريفلين في محاولاته الضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس "أزرق أبيض" بني غانتس من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، كلف ريفلين أمس نتنياهو مهمة تأليف الحكومة. وكشف ريفلين في خطابه عن الصيغة السرية من أجل نتنياهو فيما يتعلق بلوائح الاتهام الثلاث التي تحوم فوقه وجلسة الاستماع التي سيخضع لها خلال الأسبوع المقبل. ووفق هذه الصيغة يتم تشكيل حكومة لا يكون فيها أفضلية لكتلة على أُخرى، ويمنح القانون صلاحيات أوسع للقائم بأعمال رئيس الحكومة، ويجري تعديل القانون بحيث لا تقتصر فترة عدم الإمكان في مهمة تشكيل الحكومة على 100 يوم.
  • على ما يبدو بذل ريفلين كل ما في وسعه من أجل تهيئة الوضع في حال قرر المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت في نهاية جلسة الاستماع توجيه لوائح اتهام ضد نتنياهو. لكن هذا التوجه الذي الغرض منه السماح بتشكيل حكومة وحدة بالقوة، يريد إخضاع الدولة للوضع القانوني للشخص الذي يترأسها. فبدلاً من لوي الواقع من أجل فرض حكومة وحدة، كان من الأفضل لو تراجع ريفلين خطوة إلى الوراء، واكتفى بالمهمة التقليدية المنوطة بالرئيس - تكليف المرشح صاحب الحظوظ الأكبر.
  • الطريق المسدود الذي دخلت إليه دولة إسرائيل ليس عرضياً، ولا يمكن تخطيه بصورة مصطنعة. هو يعبر عن صعوبة حقيقية نتيجة الوضع القانوني الذي يواجهه رئيس الحكومة. هذا الوضع هو الذي دفع نتنياهو وشركاءه إلى تخريب قوانين الدولة ومؤسساتها وقيمها، في محاولة للتهرب من المحاكمة. إن واجب ريفلين هو أن يدافع عن الدولة في وجه محاولات التخريب هذه، لا أن يؤدي دور الوسيط الوطني بحجة أن "الشعب لا يريد جولة انتخابات أُخرى."
  • بعد ولاية كاملة امتازت بتحريض أفراد المجتمع بعضهم ضد بعض- التحريض ضد الأقلية العربية، واليسار، ومنظمات المجتمع المدني، والشرطة، والنيابة العامة، ووسائل الإعلام، وجهاز القضاء، والأجهزة الاستخباراتية، ومؤسسة مراقب الدولة، والمستشار القانوني للحكومة، ورئيس الدولة - وقف نتنياهو في الأمس من دون أي شعور بالخجل وتجرأ على وعظ الناس عن الحاجة إلى مصالحة وطنية، وعن الوحدة، والصمود بقوة معاً في مواجهة التحديات السياسية والأمنية الكبيرة، سواء أكان المقصود بكلامه إيران أم صفقة القرن للرئيس ترامب.
  • قبل نحو نصف السنة أعطي نتنياهو فرصة لتشكيل الحكومة وفشل. ورفض حتى إعادة التفويض إلى رئيس الدولة لإتاحة الفرصة أمام مرشح آخر لتشكيلها. لكنه حصل اليوم على فرصة إضافية.
  • نأمل أن يفشل مجدداً في مهمته. لذلك يتعين على كتلة الوسط – اليسار رص الصفوف والتعاون ومواصلة رفضها أن تكون شريكة في حكومة يترأسها متهم جنائياً ومطلوب لجلسة استماع - حتى لو كان الثمن المضي نحو جولة انتخابات أُخرى. حان الوقت كي ينزل نتنياهو عن المنصة.