من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- في الأمس اجتمع بنيامين نتنياهو ساعة كاملة مع زعماء الـ"bloc/ العصبة" هذه الكلمة ستحل منذ الآن محل كلمة "كتلة" اليمين- الحريدي. لقد بدا لهم متعباً، وهذا طبيعي، لكن قطعياً ليس يائساً. بعد أن حصل على تأييدهم وموافقتهم على أنه منذ الآن وصاعداً، سيكون هو، بواسطة الوزير ياريف لفين، من سيدير المفاوضات الإئتلافية، سألوه ما الذي يضمن لهم أنه لن يخونهم في الطريق. "أعدكم أن هذا لن يحدث" قال لهم. سأله يعقوب ليتسمان وموشيه غفني مرات ومرات فرد عليهم: "لن أتخلى عنكم. نحن معاً في هذه المسألة".
- استمر الحديث بلهجة مريرة: "لقد خسرت لأن وسائل الإعلام خدرت الليكوديين عن قصد"، وشكا: "لقد نشرت إنني سأحصل بالتأكيد على 61 مقعداً. وهذا لم يحدث" وتابع: "في المرة المقبلة يجب أن نحسن عملنا؛ ونمنع هدر أصوات، ونتوحد معاً مسبقاً، ونستغل طاقة اليمين الهائلة".
- حدقوا به بنظرات مصدومة. هل يحضّرهم لمعركة انتخابية ثالثة؟ ما قاله بعد ذلك أمام كتلة الليكود التي اجتمعت في الكنيست عزز هذا الشعور: "هناك حكومتان فقط مطروحتان على جدول الأعمال: واحدة برئاستي، أو حكومة اليسار والأحزاب العربية". إذا تمسك بكلمته، لا يوجد تقريباً سبيل لمنع حل الكنيست، بعد 100 يوم على الأكثر.
- من المفيد متابعة دلالات هذا الأمر. في 2-5 تشرين الأول/أكتوبر سيجري الاستماع إلى نتنياهو في ثلاثة ملفات فساد. فرصة إسقاط الشبهات ضئيلة. ومن المنتظر أن ينشر المستشار القانوني للحكومة، أفيحاي مندلبليت، تقديره حتى نهاية كانون الأول/ديسمبر. معنى ذلك أن نتنياهو سيصل إلى الانتخابات المقبلة في آذار/مارس كمتّهم. هل حزب الليكود، الذي نفترض أنه يريد المحافظة على بقائه، سيسمح بحدوث أمر كهذا؟ لدى الليكود حمض نووي (DNA) خاص به هو عدم إقالة زعيم، مهما كان فاشلاً. لكن من جهة أُخرى ظهر في العقد الأخير حمض نووي من نوع آخر: شهية البقاء في السلطة، أو بحسب كلمات زئيف جابوتنسكي: "الله اختارنا كي نحكم".
- إن الأرضية لتغيير الرجال في حركة لم تعرف منذ قيامها سوى خمسة زعماء فقط - مناحيم بيغن، يتسحاق شامير، أريئيل شارون ونتنياهو - لم تكن قط ناضجة مثلما هي الآن. السبيل الوحيد إلى ذلك هو إجراء انتخابات تمهيدية لرئاسة الحزب، لكن التوقيت لم يحن بعد. هذا السيناريو يمكن أن يتحقق فقط بعد أن يستنفذ الرئيس الحالي تفويض تشكيل حكومة. حينئذ سيكون الأعضاء أمام خيار حكومة من دون بيبي، أو مع رئيس حزب آخر، أو انتخابات أُخرى بشروط سيئة جداً، يتنقل خلالها مرشح الحزب بين المحكمة وبين الاجتماعات الانتخابية.
في هذه الأثناء يبدو نتنياهو أشبه بزعماء أفريقيين، أو ديكتاتوريين سابقين من أوروبا الشرقية. لقد امتنع من السفر إلى الخارج، خوفاً من ألاّ يكون له ما يعود إليه. لقد أجبره الواقع في البلد على التنازل عن إحدى هواياته المفضلة، إلقاء خطاب في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والاجتماع المعد له مع الرئيس ترامب. لقد كان من المفترض أن يبحث الاثنان موضوع حلف دفاع ("تاريخي"، بالطبع). في الظرف السياسي الحالي الصعب، الهستيريا تغلبت على التاريخ.